تجتاح البيروتيين من قدامى المقيمين في عاصمة لبنان موجة حنين إلى زمن جميل لم يكن فيه الجيران يهتمون بانتماءات بعضهم البعض المذهبية والطائفية، كلما سمعوا ورأوا في الشوارع والأزقة، وعبر شاشات التلفزة مشاهد توتر ومشاحنات، سواء أقدمت عليها مجموعات شبابية، شيعية وسنية. في هذا المقال انطباعات وشهادات لبيارتة بعد حوادث ذات طابع مذهبي وحزبي وقعت ليل الأحد الماضي.
السيدة سناء الجاك، صحافية وكاتبة في صحف لبنانية وعربية دولية، عملت مدة في الفريق الإعلامي الإستشاري لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، تقول لـ"المونيتور" : "ليست هذه بيروت التي عرفتها وعشت فيها منذ طفولتي". وتضيف السيدة الستينية: "أقمت في حي بربور طوال عمري تقريباً. بالطبع خلال مرحلة الحرب الأهلية أذكر أن كثيرين من المسيحيين في المنطقة غادروها بفعل الإنقسامات الحادة التي عمت البلاد في تلك الحقبة السوداء. ولكن ما أن وضعت الحرب أوزارها عدنا التقينا كما في السابق. اللبنانيون طيبو القلب عموما ينسون الإساءات المتبادلة. في مرحلة إعادة الإعمار والثقة بالبلد التي قادها الرئيس الراحل رفيق الحريري استعدنا روح بيروت السابقة إلى حد بعيد. أذكر جيدا في مرحلة طفولتي ومراهقتي، لم يكن وارداً أن يسأل جار جاره عن دينه ومعتقده. كان سكان الأحياء يعيشون معا كأنهم أهل وأقارب".