بغداد - تبدو مقاطع الفيديو للنزاعات العشائرية في مدينة البصرة العراقيّة المنشورة على موقع يوتيوب من قبل شبان قبليين فخورين بقتالات عشائرهم وكأنّها منزوعة من فيلم أكشن أميركي حيث يحمل الشبّان أسلحة متوّسطة، بينما تلتمع النيران التي يطلقونها من بنادقهم في السماء. وتتعالي أصوات المُطلقين منبهين بعضهم بعضاً من المُطلقين () في الجهة الأخرى.
العراق مليء بالأسلحة، لكن رجال العشائر هم الوقود والفاعلون المستهلكون. كانت تلك هي صورة العراق في العهد العثماني وبداية الحكم الملكي، لكن الدولة ألجمت نفوذهم في ما بعد، ومرة أخرى عاد نفوذهم قوياً وفاعلاً في الأعوام التي تلت الغزو الأميركي في نيسان / ابريل عام 2003، إذ سقطت الدولة، وضعفت القوّات الأمنية، والسلطة الجديدة لم تستطع احتكار رفع السلاح، وباتت العشائر قوة يحسب لها ألف حساب.