تتحقّق الإنجازات الضّخمة في خطوات تدريجيّة. على الأقلّ هذا هو الدّرس الذي تعلّمته الأردن أثناء محاولتها التّعامل مع الاضطرابات المستمرّة منذ ستّة أعوام على حدودها الشّماليّة والتي تسبّبت بتحدّيات أمنيّة، واقتصاديّة وإنسانيّة لا تُحصَى في المملكة. وهكذا ينظر النّقاد في الأردن أيضًا إلى الاتّفاق الثلاثي بين الولايات المتّحدة، وروسيا والأردن لإنفاذ وقف إطلاق النار في مناطق جنوب سوريا المحاصر، الذي جرى الإعلان عنه في هامبورغ يوم 7 تموز/يوليو عقب اجتماع بين الرّئيس الأميركي دونالد ترامب والرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين؛ وتستحقّ عمان بعض الفضل على هذا الإنجاز.
إنّ المحادثات المباشرة بين الولايات المتّحدة وروسيا، بمشاركة عمان، جارية في العاصمة الأردنيّة منذ شهر أيار/مايو للتوصّل إلى تفاهم بشأن وقف العنف في جنوب سوريا، ووضع حدّ للشّواغل الأمنيّة الأردنيّة (والإسرائيليّة) والامتثال للالتزامات الرّوسيّة تجاه النّظام السّوري، على الأقلّ على المدى القصير.