النجف — هيمنت الأحزاب الإسلاميّة في العراق منذ إجراء الإنتخابات الأولى بعد سقوط صدّام حسين في عام 2005. وجاءت هذه الهيمنة كردّ فعل إزاء تاريخ طويل من قمع نظام صدّام لها، فضلاً عن قمع الاتّجهات اليساريّة والليبراليّة، لكنّ التجربة الفاشلة الّتي قدّمتها تلك الأحزاب في إدارة البلد أعطت رصيداً كبيراً للتيّارات العلمانيّة والمدنيّة. ويشهد الشارع العراقيّ حاليّاً نموّاً كبيراً لتلك التيّارات من خلال حركة الاحتجاجات المستمرّة منذ العام الماضي.
والحال، بدأت الأحزاب الإسلاميّة تخشى من خسارة رصيدها الإنتخابيّ في الشارع العراقيّ. ومن هنا، أظهرت نوعين من ردود الفعل: مرّة بالإقتراب من التيّارات المدنيّة بتبنّي خطابها واحتجاجاتها، ومرّة أخرى بتبنّي خطاب تخويفيّ من العلمانيّين لإبعاد جماهيرهم عنهم.