في الوقت الّذي تسيطر فيه جماعة فجر ليبيا المتشدّدة على العاصمة الليبيّة طرابلس، يحاول الأفرقاء الليبيّون بوساطة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتّحدة رئيس بعثة الدعم في ليبيا برناردينو ليون، التوصّل إلى حلّ سياسيّ ينهي أزمة تشكيل برلمانيين وحكومتين على الأراضي الليبيّة. ولا يختلف المشهد كثيراً، فإذا كانت طاولة الحوار تشهد خلافات سياسيّة، فميدانيّاً هناك مواجهات ضارية تشهدها العاصمة طرابلس يوميّاً في محاولة من الجيش الليبيّ بقيادة الفريق خليفة حفتر لإعادة إحكام القبضة على العاصمة مرّة أخرى، ولكن في ما يبدو من دون جدوى.
وفي الوقت الّذي أعلن فيه مجلس النوّاب في ليبيا المعترف به دوليّاً، الإثنين في 4 مايو/أيّار، قبوله من حيث المبدأ مسودّة حلّ الأزمة الليبيّة الّتي أعدّها رئيس بعثة الأمم المتّحدة لدعم جهود السلم في ليبيا برناردينو ليون مع إبداء بعض الملاحظات في شأنها، تبقى استقلاليّة الحوار ومدى فرص نجاحه في يدّ المؤتمر الوطنيّ العام المنتهية ولايته، واّلذي رفض من قبل، وتحديداً في نهاية أبريل/نيسان الماضي في أعقاب جلسات الحوار الّتي عقدت بمدينة الصخيرات المغربيّة، المسودّة لحلّ الأزمة لتعود بذلك جهود التوصّل لحلّ إلى مربّع الصفر.