سوريا، دمشق - في ظلّ تكتّم رسميّ شبه تامّ منذ بداية الأحداث، والافتقار إلى أيّ معلومات حول أوضاع مرضى نقص المناعة المكتسبة/إيدز، وإمكان حصولهم على العلاج والرعاية الصحيّة اللازمين، تبقى المعلومات المسرّبة من وزارة الصحّة و"مركز مكافحة الأمراض المعدية" السبيل الوحيد لمعرفة ما يجري. فالتصريح الأخير لرئيس دائرة مكافحة الـ"إيدز" في سوريا جمال خميس الشهر الماضي لصحيفة البعث، أفصح عن وجود 833 مصاباً بمرض نقص المناعة المكتسبة في سوريا حتّى نهاية عام 2014، منتشرين بين دمشق وريفها وبقيّة المحافظات السوريّة، وأنّ 154 شخصاً فقط يتلقّون العلاج، في شكل مجّاني، علماً أنّ سعر كلّ عبوة تقدّر بـ200 دولار، بحسب خميس.
في قراءة سريعة لبعض التصريحات الرسميّة، يبدو واضحاً أنّها تقتصر على ذكر عدد المصابين، من دون سرد معلومات عن أوضاعهم، في ظلّ الحرب التي تعيشها سوريا، مع وجود أجزاء كبيرة من الأراضي السوريّة خارج سيطرة النظام. كما أنّها لا تتحدّث عن نوع العلاج المتوافر وكميّته، أو عن عدد الأطبّاء المتخصّصين، أو عدد المراكز الطبيّة المنتشرة في المدن والأرياف وعناوينها. والأغرب من ذلك، أنّ كلّ المعلومات المقدّمة عبر وسائل الإعلام الرسميّة، تجعل المتابع يطمئنّ إلى أنّ كلّ شيء على ما يرام، وأنّ لا مشاكل يعاني منها المرضى على الإطلاق.