أزمة الكهرباء في قطاع غزّة مفزعة كالاحتلال ومزمنة كالمفاوضات، وهي لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل المسؤولين الفلسطينيّين كما هي الحال بالنسبة إلى المصالحة الفلسطينيّة. وعلى الرغم من أنها أشبعت بحثاً، إلا أن هذه الكارثة ما زالت تطلّ علينا من وقت إلى آخر. وفي هذا التحليل، محاولة لتحديد الأسباب الاستراتيجيّة للأزمة واقتراح لسبل الحلّ.
تبلغ حاجة قطاع غزّة من الكهرباء حالياً ما بين 350 و450 ميغاواطاً مرشّحة للارتفاع إلى 600 ميغاواط في حال رفع الحصار الإسرائيلي.ويتزوّد قطاع غزّة بالكهرباء من مصادر عدّة هي: شركة الكهرباء الإسرائيليّة الذي تورّد 120 ميغاواطاً، ومحطة التوليد في غزّة وقدرتها النظريّة 140 ميغاواطاً فيما يبلغ متوسّط إنتاجها 80 ميغاواطاً، وشبكة الكهرباء المصريّة التي تؤمّن نحو 20 ميغاواطاً. http://www.gedco.ps/ وهذا يعني إجمالي 230 ميغاواطاً. لذا يُسجَّل عجز دائم يتسبّب في انقطاع التيار الكهربائي 12 ساعة يومياً وفي توقّف حركة الصناعة والتجارة والمواصلات والخدمات البلديّة وجميع مناحي الحياة تقريباً في قطاع غزّة.