لا تستبعد أوساط قريبة من حزب الله أن يكون الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، عصر يوم الخميس في 15 آب 2013، من تنفيذ انتحاري فجر نفسه في سيارة مفخخة، على الطريقة العراقية. مما يفتح مرحلة جديدة من التطورات الساخنة في لبنان، كان البعض يتوقعها منذ مدة، استناداً إلى مؤشرات عدة.
فلناحية الوقائع كان الانفجار الأخير هو الثاني من نوعه، في غضون أقل من شهر. ذلك أن عبوة كانت موضوعة في سيارة أيضاً، كانت انفجرت في أحد أحياء الضاحية المكتظة بالسكان ذات الغالبية الشيعية، في 19 تموز الماضي. معفارق في حجم كل من الانفجارين وفي عدد الضحايا التي أوقعاها. ففيما اقتصرت حصيلة الأول على عدد من الجرحى، جاءت نتيجة الانفجار الثاني ثقيلة جداً، مع وقوع عشرات الإصابات بين قتيل وجريح، تردد أن بينهم نحو 20 قتيلاً حتى كتابة هذه السطور. علماً أنه بعد وقوع الانفجار الأول في تموز الماضي، عمدت الجهات الحزبية والأهلية في الضاحية الجنوبية إلى اتخاذ إجراءات وقائية مشددة. فمنع ركن السيارات المجهولة إلى جانبي الطرق في الضاحية. كما تولت جهات أهلية توزيع استمارات على مختلف سكان المنطقة، تطلب بموجبها إجراء مسح شامل للسكان وسياراتهم وأنواعها وأرقام لوحاتها، بما يساعد على رصد اي سيارة غريبة أو مجهولة أو مشتبه فيها. حتى أن المواطنين المتنقلين بين أحياء الضاحية الجنوبية ومحيطها، صاروا يشاهدون في الأسابيع الماضية التي تلت الانفجار الأول، وجود عدد من شبان المنطقة مزودين أجهزة اتصال لاسلكي، عند كل مداخل الضاحية، وفي شكل دائم، يراقبون السيارات العابرة، وأحياناً يوقفون إحداها للتدقيق في هويات ركابها عند الاشتباه.