كان معروفاً عن النظام السوري أنه نظام بعثي علماني حاول صياغة هويّة وطنيّة سوريّة جامعة تمثّلت بالأيديولوجيّة البعثيّة القوميّة العربيّة وطُعّمت بالاشتراكيّة والعلمانيّة، لتكون عاملاً جامعاً مشتركاً بين جميع مكوّنات الشعب السوري يطغى على الانقسامات الطائفيّة التي عرفتها سوريا في فترات سابقة، وخصوصاً في ظل الانتداب الفرنسي حيث أقام الفرنسيّون دولتَين للعلويّين والدروز في بعض أجزاء البلاد.
وعلى الرغم من أن النظام بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد قد استند لترسيخ حكمه بشكل رئيسي إلى أبناء الطائفة العلويّة في الجيش والأجهزة الأمنيّة وبعض الإدارة وكذلك إلى حزب البعث، إلا أن هذا النظام تعامل بحساسيّة شديدة مع الطائفيّة في البلاد وراعى واقع أن أغلبيّة السكان هم من المسلمين السنّة. فالرئيس حافظ الأسد كان يقول إنه سنّي شافعي، وهو مذهب الأغلبيّة في سوريا، وكذلك يحرص نجله الرئيس الحالي بشّار الأسد على الصلاة في المناسبات العامة وفق المذهب الشافعي.