تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
Culture

السيدة الأولى اللبنانية نعمت عون تتصدر المشهد خلال زيارة البابا

حضرت سيدة لبنان الأولى نعمت عون تقريبا كل التجمعات والزيارات التي قام بها البابا ليون خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى بيروت، مما يسلط الضوء على مشاركتها النشطة في القضايا الاجتماعية والإنسانية.

Beatrice Farhat
ديسمبر 2, 2025
Adri Salido/Getty Images
الرئيس اللبناني جوزيف عون وزوجته نعمت عون يصلان إلى قداس الواجهة البحرية في 2 ديسمبر 2025، في بيروت، لبنان. — أدري ساليدو/صور جيتي

بيروت - حظيت السيدة الأولى في لبنان، نعمت عون، باهتمام واسع النطاق وحفاوة بالغة خلال زيارة البابا ليون الرابع عشر إلى بيروت التي استمرت ثلاثة أيام هذا الأسبوع. وهتفت الحشود وهي تحيي المصلين خارج الكاتدرائيات الرئيسية، وتتوقف لمصافحتهم والتقاط الصور معهم، وتبارك الأطفال الذين يحملهم آباؤهم.

وقد أثار سلوكها الهادئ إلى جانب البابا خلال القداس في وسط بيروت، وجاذبيتها العادية إلى جانب عاطفتها الواضحة خلال زيارتها للأديرة الجبلية، موجة من التعليقات المعجبة على التلفزيون المحلي ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث رآها الكثيرون وجهاً موحداً وكريماً للرئاسة في لحظة من الارتقاء الوطني النادر.

Pope Leo XIV meets with Lebanon's President Joseph Aoun and his wife Nehmat Aoun at the presidential palace in Baabda, east of the capital Beirut, Lebanon, Nov. 30, 2025.

يوم الثلاثاء، وصل نعمت بمفرده إلى مستشفى دي لا كروا، وهو مركز علاج نفسي كاثوليكي في جل الديب، على بُعد حوالي عشرة كيلومترات شمال العاصمة، لاستقبال البابا. وكان المستشفى إحدى محطات رحلته التي بدأت يوم الأحد.

وقد استقبلتها الحشود بالتصفيق والهتاف من قبل موظفي المستشفى والمرضى.

وانضم نعمت لاحقا إلى الرئيس جوزيف عون في ساحة الواجهة البحرية في بيروت، حيث أقام البابا ليون قداسا عاما حضره أكثر من 150 ألف شخص سافروا من مختلف أنحاء البلاد لحضور هذا التجمع.

وبدت السيدة الأولى، التي ارتدت فستاناً أسود كلاسيكياً مزيناً بعقد من اللؤلؤ، مهيبة وأنيقة في آن واحد، مجسدة أمل العديد من اللبنانيين في أن تؤدي زيارة البابا إلى جلب الشعور بالسلام إلى الأمة.

وفي كلمته خلال القداس، قال البابا إنه جاء "كحاج أمل إلى الشرق الأوسط الذي يتسم بالحرب والمعاناة".

أيها المسيحيون الأعزاء في بلاد الشام، أدعوكم للتطلع إلى السماء لرؤية الرب قادمًا. كونوا صانعي سلام، وداعمي سلام، وشهود سلام، كما حثّ.

حان وقت تغيير المسار؛ فالمعاناة في الشرق فادحة. حان وقت تثقيف العقول من أجل السلام. أدعو من أجل السلام ومن أجل لبنان العزيز، وأدعو المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لتشجيع عمليات السلام، وأن يستجيب جميع القادة السياسيين لدعواتكم من أجل السلام.

وفي وقت سابق من مساء الاثنين، شارك نعمت في لقاء البابا مع أكثر من 13 ألف شاب وشابة في المقر البطريركي في بكركي، على بعد نحو 23 كيلومترا (14 ميلا) شمال العاصمة، بحضور البطاركة وغيرهم من الشخصيات.

رافقت زوجها عندما زار البابا ضريح القديس شربل في دير مار مارون صباح الاثنين. وبعد مغادرة الرئيس إلى قصر بعبدا، توجهت نعمت إلى ضريح سيدة لبنان، على بُعد حوالي 26 كيلومترًا (16 ميلًا) شمال بيروت، للانضمام إلى البابا في تجمعٍ ضمّ الأساقفة والكهنة والمكرّسين والمكرّسات والعاملين في مجال الرعاية.

وفي يوم الأحد، وقفت السيدة الأولى، مرتدية ثوباً أسود مع لمسات بيضاء من العلامة التجارية اللبنانية Glamoda، إلى جانب زوجها وانحنت أمام البابا ليون بعد وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

وفي وقت لاحق، التقط الزوجان الرئاسيان صورة مع البابا في القصر الرئاسي في بعبدا.

نقد

وفي حين أشاد كثيرون بتصرفاتها التي قالوا إنها تعكس تواضع وأناقة المرأة اللبنانية، لم تسلم نعمت من انتقادات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين اتهموها بخرق البروتوكول.

وفي مقطع فيديو يظهرها وهي تهتف مع الحشود لدى وصولها إلى بكركي لحضور اجتماع البابا مع الشباب، وصف بعض المعلقين سلوكها بأنه غير رسمي للغاية بالنسبة لهذه المناسبة.

انتقد آخرون السيدة الأولى لعدم ارتدائها حجابًا أسود، أو لسيرها خلف البابا بدلًا من مرافقته عند وصوله إلى المطار يوم الأحد، وهي لفتاتٌ زعموا أنها مُلزِمةٌ بموجب بروتوكول الفاتيكان. مع ذلك، أصبح الفاتيكان أقل صرامةً في السنوات الأخيرة، ولم يعد ارتداء الحجاب الأسود للنساء إلزاميًا.

واستهدف المنتقدون أيضا الرئيس وزوجته بسبب فشلهما الواضح في الإشارة علناً للبابا إلى الهجمات الإسرائيلية اليومية تقريباً في جنوب لبنان على الرغم من وقف إطلاق النار الذي استمر لأكثر من عام.

من هو نعمت عون؟

نعمت ليست غريبة على الرأي العام. قبل تولي زوجها الرئاسة في 9 يناير/كانون الثاني، كانت منخرطة بالفعل في العمل الاجتماعي والإنساني، مستفيدة من خبرتها الطويلة في العلاقات العامة.

لمدة 23 عامًا، ترأست قسم البروتوكول والعلاقات العامة في الجامعة اللبنانية الأمريكية، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 2016. وهي تشغل حاليًا منصب رئيسة الهيئة الوطنية للمرأة اللبنانية، وهي هيئة حكومية تأسست عام 1998 لتعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في المؤسسات العامة.

في فبراير/شباط، أطلقت رسميًا حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي - وهو ما يمثل خروجًا ملحوظًا عن أسلافها، الذين تجنبوا إلى حد كبير المشاركة العامة عبر الإنترنت.

إلى جانب دورها التقليدي في حضور الاحتفالات الرسمية، تنشط نعمت في المبادرات الاجتماعية والإنسانية، وتدافع عن حقوق المرأة والوحدة الوطنية وتنمية المجتمع.

في أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت برنامج "مدرسة المواطنة"، وهو أول مبادرة من نوعها في لبنان تهدف إلى إعادة بناء الثقة المدنية لدى شباب البلاد. بدعم من اليونسكو، تم دمج البرنامج في 150 مدرسة على مستوى البلاد، لتعليم الطلاب أهمية القيم المدنية وتعزيز العلاقة بين المواطنين والدولة.

وفي مقابلة لها مع مجلة فوغ العربية في سبتمبر/أيلول الماضي، قالت نعمت إن أولويتها هي "مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتفكيك أوجه عدم المساواة النظامية، وضمان سماع أصوات النساء في السياسة والاقتصاد والأمن وكل مجال من مجالات الحياة الاجتماعية".

في 22 سبتمبر، حضرت السيدة الأولى الذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة في الأمم المتحدة بنيويورك. وفي كلمتها أمام الجمعية العامة، أكدت على ضرورة تمكين المرأة لبناء دولة ذات سيادة.

لن تتحقق السيادة الحقيقية في لبنان ما لم تُمنح المرأة حق تقرير مصيرها بنفسها. إعادة الإعمار وبناء الوطن مستحيلان إذا ما تم تهميشهما أو إقصاؤهما عن صنع القرار والقيادة، كما قالت.

كما ترأست نعمت وفد لبنان إلى الدورة التاسعة والستين للجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة في مارس/آذار، حيث أشادت بقدرة المرأة اللبنانية على الصمود وسط عقود من الصراع والأزمات الاقتصادية، مع تسليط الضوء على الحاجة الملحة إلى الإصلاحات لمعالجة الفوارق بين الجنسين.

Related Topics