نيقوسيا/إيسكيلي، شمال قبرص – تهيمن المجمعات السكنية الشاهقة التي تحمل أسماء آلهة يونانية أو حكام رومان على إسكيلي، التي كانت ذات يوم مدينة ساحلية هادئة في جمهورية شمال قبرص التركية الانفصالية. يقيم المقيمون الأجانب في إسكيلي رفقة غريبة: فالإيرانيون والإسرائيليون لا يعيشون جنباً إلى جنب فحسب، بل يشترون العقارات من بعضهم البعض؛ الروس والأوكرانيون يتعانقون عند حمامات السباحة في مجمع سكني ضخم. المكاتب العقارية المحلية لديها علامات بالأبجدية السيريلية والعربية واللاتينية. وكذلك الحال بالنسبة إلى اللوحات الإعلانية التي تعد بمدينة فاضلة على البحر الأبيض المتوسط بسعر يتراوح بين 70 ألف دولار لاستوديو مع إطلالة على فيلات بقيمة 700 ألف دولار على الساحل.
وقال وكيل عقاري روسي طلب عدم الكشف عن هويته للمونيتور إن الأعمال التجارية تزدهر، ويستقر المزيد من الروس والمتحدثين بالروسية في جمهورية شمال قبرص التركية، وهي دولة صغيرة لا تعترف بها سوى تركيا. وعلى موقعها على الإنترنت، الذي يصف إيجابيات وسلبيات سبعة مواقع مختلفة، تصور إيسكيلي - التي يطلق عليها القبارصة اليونانيون اسم تريكومو - على أنها "قرية مشهورة بين المغتربين ووجهة سياحية مهمة". وتضيف: "إذا كنت لا تريد الكثير من الجيران الناطقين بالروسية، فهذا ليس المكان المناسب لك".
ولكن على الرغم من اللوحات الإعلانية التي تعلن عن حياة شاعرية، فإن العديد من السياسيين القبارصة الأتراك يعتقدون أن إيسكلي ليست واحة للتعايش السلمي بقدر ما هي مغسلة للأموال السوداء، وخاصة من روسيا.
وقال فكري توروس، وهو شخصية بارزة في المعارضة والرئيس السابق لغرفة التجارة القبرصية التركية، لمجموعة صغيرة من الصحفيين الأتراك، بما في ذلك: "إنني أشعر بعدم الارتياح إزاء كل هذه العاصمة ذات الأصول المشكوك فيها القادمة إلى شمال الجزيرة". المونيتور.
