استؤنف القتال خلال الشهر الماضي بين حماس وإسرائيل في الجزء الشمالي من قطاع غزة. وبعد أن زعمت إسرائيل أن حماس قد تم تفكيكها في الشمال في السادس من يناير/كانون الثاني، أدى هذا القتال إلى عودة حماس إلى الظهور في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى انتشار القوات الإسرائيلية في المناطق التي انسحبت منها سابقاً.
وجاء الاستئناف بعد أن أعرب العديد من الجنرالات الإسرائيليين عن قلقهم من أن حماس بدأت في إعادة تجميع صفوفها بعد أيام من إعلان صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن غالبية الأنفاق في غزة لا تزال سليمة. والأهم من ذلك هو أن تجدد القتال يظهر مدى فشل سياسة الحرب الإسرائيلية الحالية في تحقيق هدفها المتمثل في "محو حماس".
وأعلنت إسرائيل في بداية الحرب أنها تهدف إلى القضاء على القدرات العسكرية لحماس من خلال تدمير جناحها المسلح. بدأ الغزو بحملة من القصف المكثف على مناطق واسعة مما أشارت إليه إسرائيل بـ شمال قطاع غزة. وتشمل هذه المنطقة كافة الأراضي الخصبة الواقعة شمال نهر وادي غزة، والتي تضم مدينة غزة، أكبر مدن القطاع وأكثرها سكاناً ومركز الحياة في المنطقة. في أعقاب الغارات الجوية المكثفة، غزت إسرائيل من غرب مدينة غزة، بهدف القضاء على حماس وتحرير الرهائن.
وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول، بعد أن اجتاح الجيش الإسرائيلي كامل المنطقة الواقعة شمال وادي غزة، أعلنت إسرائيل القضاء على حماس في المنطقة. وفي هذه العملية، ركزت الحملة العسكرية الإسرائيلية الاهتمام على المستشفيين الرئيسيين، مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي العربي، وذهبت إلى حد الادعاء بأن مستشفى الشفاء كان مركز قيادة حماس. ولكن على الرغم من كل هذه الجهود والخسائر في الأرواح في غزة، فإن الشيء الوحيد الذي تم تدميره بالتأكيد في الشمال هو البنية التحتية المدنية اللازمة لمواصلة الحياة؛ وفي الوقت نفسه، يبدو أن حماس، على الرغم من كل خسائرها، تعاود الظهور وما زالت قادرة على محاربة الإسرائيليين في الشمال.
