تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حماس تكثف حواراتها الغربية لكسر عزلتها السياسية

كشفت إسرائيل أن زعيم حماس السابق خالد مشعل التقى بروبرت مالي مستشار أوباما السابق، وعقد موسى أبو مرزوق مسئول العلاقات الدولية فيها، لقاءات بمسؤولين أوروبيين سابقين من سويسرا وفرنسا وبريطانيا، لبحث اعتراف مستقبلي بحماس، والاقتراح عليها الحفاظ على اتصالات مع الأوروبيين والأمريكان، وعبرت السلطة الفلسطينية عن تخوفها من اللقاءات.. السطور التالية تناقش هذا التطور اللافت، وأين تمت اللقاءات، وماذا بحثت، وهل أوصلت رسائل دولية لحماس، أم نقلت رسائل منها، وهل نحن أمام سياسة دولية جديدة تجاه حماس أكثر انفتاحا، ولماذا تبدو السلطة قلقة، هل تخشى أن تكون حماس بديلا عنها بنظر المجتمع الدولي.
Deputy Hamas chief Moussa Abu Marzouk gestures during an interview with Reuters in Gaza City December 17, 2014. The Palestinian Islamist group Hamas should be removed from the European Union's terrorist list, an EU court ruled on Wednesday, saying the decision to include it was based on media reports not considered analysis.  Hamas welcomed Wednesday's verdict. "The decision is a correction of a historical mistake the European Union had made," Abu Marzouk told Reuters. REUTERS/Mohammed Salem (GAZA - Tags: P

كشف غال بيرغر مسئول الملف الفلسطيني بهيئة البث التلفزيون الإسرائيلية "كان" يوم 31 ديسمبر إن قادة حماس عقدوا في قطر أوائل ديسمبر، دون تحديد موعد دقيق، لقاءات بجهات أوروبية وأميركية لاختراق العزلة الدولية المفروضة عليها، وفتح قنوات حوار جديدة مع الغرب، وبحث اعتراف مستقبلي بها.

في التفاصيل، التقى زعيم حماس السابق خالد مشعل مع روبرت مالي رئيس مجموعة الأزمات الدوليّة، ومستشار الشرق الأوسط السابق للرئيس الأميركيّ الأسبق بيل كلينتون، وهذا اللقاء ليس الأول بينهما، والتقى موسى أبو مرزوق مسئول العلاقات الدولية بحماس، بمسؤولين أوروبيين سابقين من سويسرا وفرنسا وبريطانيا، بمشاركة وزير خارجية فرنسي سابق، دون كشف اسمه.

وفيما طلب المسئولون الغربيون من قادة حماس الحفاظ على اتصالاتهم بالأوروبيين والأميركيين ليشكلوا قناة لتمرير رسائل لدولهم، فقد عبرت السلطة الفلسطينية عن تخوفها من انفتاح العالم على حماس، وفقا للتلفزيون الإسرائيلي.

باسم نعيم، عضو مكتب العلاقات الدولية بحماس، ووزير الصحة السابق، قال "للمونيتور" أن "لقاءات الدوحة جزء من لقاءات متكررة تعقدها حماس بين حين وآخر، وعلى مستويات قيادية مختلفة، بوفود أوروبية وغربية موسعة، تبحث القضايا الفلسطينية والإقليمية، كحصار غزة، والانتخابات الفلسطينية، ومسيرات العودة، وحماس تطلب منهم الضغط على الإسرائيليين لتقديم التسهيلات الإنسانية لغزة، منعاً للانفجار. أي تواصل لحماس بالمجتمع الدولي، بغض النظر عن مستوياته وجنسياته؛ اختراق للحركة نحو كسر الحصار عليها، تمهيدا لتطوير هذه العلاقات، والارتقاء بها، خدمة لقضيتنا الفلسطينية".

تنظر حماس بإيجابية لدور مجموعة الأزمات الدولية لدمجها بالمنظومة الدولية، وكسر عزلتها السياسية، منذ إصدارها في يناير 2004 تقريرا دعا للتعامل معها بعد عدم هزيمتها عسكرياً، واتهام السياسة الإسرائيلية ضدها بأنها زادت من نفوذها، وقربت سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، وحظي التقرير آنذاك بانتشار واسع في صفوف حماس، واعتبرته بداية الانتقال من البعد المحلي إلى الدولي، لأنها أشادت بالحركة بحديثها عن أسباب قوتها، مقابل فشل السلطة الفلسطينية، ومنذ حينها دأبت المجموعة على إصدار بيانات للحوار مع حماس.

مسئول سابق بمجموعة الأزمات الدولية، أخفى هويته، قال "للمونيتور" أن "لقاءات المجموعة بحماس قديمة، آخرها لقاء مالي-مشعل، وتحصل داخل فلسطين وخارجها، مع القيادات السياسية الأولى والمتوسطة في حماس، للتعرف على مواقفها، واستكشاف سياستها تجاه التطورات، ونقلها لدوائر صنع القرار الأوروبي، لأن جزءا من تمويل المجموعة مصدره الحكومات الأوروبية، دون أن تحمل المجموعة بالضرورة رسائل متبادلة بين حماس وأوروبا بشكل مباشر. "مالي" ذو ميول للحزب الديمقراطي الأمريكي ليس قريبا من الإدارة الامريكية الجمهورية، التي ترفض محاورة حماس، وتتبنى موقف إسرائيل المعادي لها".

"المونيتور" علم من أوساط في حماس، أخفت هويتها، أن "الحركة عقدت أواخر ديسمبر، دون كشف أماكن عقدها أو تواريخها بدقة، لقاءات جديدة غير معلنة بعد لقاء "مالي" بسفراء غربيين، ومبعوثين عن الأمم المتحدة".

فيما تعتبر حماس أن لقاءاتها بالأوروبيين والأمريكيين جزء من هدفها الاستراتيجي بتحولها رويدا رويدا طرفا أساسيا معترفا به، ويتعامل معه المجتمع الدولي علنياً، لكن تبقى المطالب الغربية منها للالتزام بشروط اللجنة الرباعية كالاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف، عقبة كأداء أمام أي اختراق دبلوماسي وسياسي للحركة.

ولذلك تعتقد حماس أن المطالب الأوروبية والأمريكية المتكررة على مسامعها، تلميحاً أو تصريحاً، غير قابلة للتحقق، رغم أنها كما يبدو الشرط الدولي لاندماج الحركة في العملية السياسية، لكن حماس غير متشجعة للانخراط فيما تعتبره عملية فاشلة، بعد توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ 2014 وتراجع حل الدولتين.

غازي حمد، وكيل وزارة الخارجية السابق بغزة، وأحد مفاتيح حماس للاتصال بمسئولين أوروبيين ودوليين، قال "للمونيتور" أنه "مبكر الحديث عن اختراق سياسي لحماس في الغرب، فاللقاءات التي رتبت العديد منها وحضرتها، تتم، حتى الآن، بمسئولين غربيين غير رسميين، وليسوا بموقع صناعة القرار، لكن تكرارها يعطي إشارة عن فشل الحصار الدولي لحماس. تركيا تبذل جهودا لتطوير علاقة حماس بالمنظومة الغربية، ولعل لقاء إسماعيل هنية زعيم حماس بالرئيس رجب طيب أردوغان بإسطنبول يوم 14 ديسمبر إشارة جيدة بهذا الاتجاه".

تتزامن اللقاءات الأوروبية والأمريكية مع حماس بالأحاديث المتكررة في الآونة الأخيرة عن جهود محلية وإقليمية ودولية لإبرام تهدئة بين حماس وإسرائيل في غزة، وهو ما من شأنه تشجيع اللقاءات الغربية مع حماس.

أما عن قلق السلطة الفلسطينية، فيبدو طبيعيا ومتفهما، فربما ترى حماس صاعدة باتصالاتها الإقليمية والدولية، فيما تتراجع علاقاتها بإسرائيل أو الولايات المتحدة وبعض الأوروبيين، وتوترها بعدد من الدول العربية.

غسان الخطيب، وزير التخطيط الفلسطيني السابق بالسلطة الفلسطينية، قال "للمونيتور" أن "اللقاءات الغربية بحماس تأتي ضمن مساومتها لدفعها لإبرام تهدئة مع إسرائيل، مقابل حصول انفتاح دولي تجاهها، وتوسيع علاقاتها الخارجية والغربية، أما إن فشلت التهدئة فسيؤثر سلبا على ذلك. حماس تسعى لتحصيل اعتراف دولي بها كجهة مسئولة عن غزة، مع صعوبة أن تفتح دول كبرى كفرنسا والولايات المتحدة حوارات مع حماس دون التفاهم المسبق مع إسرائيل. السلطة تتوجس من الاتصالات الدولية بحماس بعيدا عنها، وأوضحت موقفها للمجتمع الدولي بضرورة حصر التعامل مع الفلسطينيين عبرها فقط، كبوابة رسمية وشرعية".

رغم ترحيب حماس بلقاءاتها الأوروبية والأمريكية، فما زالت مشكلتها بأنها مصنفة على القوائم الأوروبية والأمريكية للإرهاب، وعدم صدور قرارات غربية جذرية تنبئ بتحول إيجابي جدي وحقيقي تجاه حماس، باستثناء لقاءات خلف الكواليس غير معلنة لا تسفر عنها قرارات ميدانية نحوها، وإن كانت تعبد الطريق تدريجيا نحو الاعتراف بها في حال أبدت الحركة مرونة سياسية في مواقفها السياسية.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Palestine Briefing Palestine Briefing

Palestine Briefing

Top Palestine stories in your inbox each week

Trend Reports

Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman (4th R) attends a meeting with Chinese President Xi Jinping (3rd L) at the Great Hall of the People in Beijing on February 22, 2019. (Photo by HOW HWEE YOUNG / POOL / AFP) (Photo credit should read HOW HWEE YOUNG/AFP via Getty Images)
Premium

From roads to routers: The future of China-Middle East connectivity

A general view shows the solar plant in Uyayna, north of Riyadh, on March 29, 2018. - On March 27, Saudi announced a deal with Japan's SoftBank to build the world's biggest solar plant. (Photo by FAYEZ NURELDINE / AFP) (Photo credit should read FAYEZ NURELDINE/AFP via Getty Images)
Premium

Regulations on Middle East renewable energy industry starting to take shape

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial