ريف حلب الشماليّ – سوريا: تستمرّ إجراءات التسجيل والقبول الجامعيّ للطلاّب السوريّين في الكليّات التابعة لجامعة غازي عينتاب التركيّة في ريف حلب، منذ أن أقرّ الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان افتتاحها في 4 تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2019.
وتضمّن مرسوم رجب طيّب أردوغان افتتاح كليّة العلوم الاقتصاديّة والإداريّة في مدينة الباب بريف حلب الشماليّ - الشرقيّ، كليّة العلوم الإسلاميّة في مدينة أعزاز بريف حلب الشماليّ، وكليّة التربية في مدينة عفرين بريف حلب الشماليّ. وكلّ هذه الكليّات، ستتبع لجامعة غازي عينتاب، وتمّ نشر المرسوم في الجريدة الرسميّة Resmi Gazete بـ4 تشرين الأوّل/أكتوبر.
وتمّ الافتتاح الرسميّ للكليّات التابعة لجامعة غازي عينتاب التركيّة في مدينة الباب بريف حلب الشماليّ - الشرقيّ بـ9 تشرين الأوّل/أكتوبر، وافتتحت خلاله كليّة الاقتصاد والعلوم الإداريّة في المدينة.
أمّا الافتتاح الرسميّ في الباب فحضره نائب والي محافظة غازي عينتاب، شينول أسمر ووفد من جامعة غازي عينتاب يرأسه رئيس جامعة غازي عنتاب البروفسور علي كور، ورئيس المجلس المحليّ في مدينة الباب، جمال عثمان، وشخصيّات من المجالس المحليّة التابعة للمعارضة في ريف حلب.
الكليات الأخرى في عفري واعزاز افتتحت في نفس يوم الاحتفال الذي جرى في الباب، لكن بدون حفل رسمي.
ووفق "الأناضول" أيضاً، تحدّث رئيس جامعة غازي عينتاب البروفسور علي كور، خلال كلمته في حفل الافتتاح في مدينة الباب ونقلتها وكالة الأناضول، عن وجوب حصول الطلاّب على حقّهم المقدس في التعليم ووجوب رفع مستوى المعيشة الإنسانيّة للناس الذين يكافحون من أجل حريّتهم.
وقالت الناشطة المدنيّة صبا نقير، وهي من مدينة إدلب، لـ"المونيتور": "إنّ افتتاح الكليّات الثلاث التابعة لجامعة غازي عينتاب التركيّة في ريف حلب خطوة إيجابيّة، ومن المفترض أن يكون لهذه الخطوة أثر في مستقبل عدد كبير من الطلاّب وتوفّر لهم فرصة إكمال دراستهم الجامعيّة من دون الحاجة إلى السفر لتركيا".
من جهتها، قالت أسماء الحسين، وهي موظّفة في جامعة "الحياة للعلوم الطبيّة" بمدينة معرّة النعمان بريف محافظة إدلب، خلال حديث لـ"المونيتور": "إنّ وجود كليّات تتبع لجامعات تركيّة في المناطق المحرّرة بشمال غرب سوريا مبادرة في غاية الأهميّة، حيث يحصل الطلاّب لاحقاً على شهادة جامعيّة من جامعة معتمدة، وذلك بخلاف الخيارات الأخرى المتوافرة للطلاّب في مناطق سيطرة المعارضة بإدلب وريف حلب، أيّ الجامعات الخاصّة وغيرها من الجامعات الخاصّة وتلك التابعة للمعارضة".
مثال الجامعات الموجودة في مناطق المعارضة بريف حلب ومحافظة إدلب: "الشام العالميّة"، "حلب الحرّة"، "إدلب"، و"حلب الشهباء" وغيرها. وهذه الجامعات ليست معتمدة خارج مناطق سيطرة المعارضة السوريّة.
لقد التقى "المونيتور" مدير المكتب التعليميّ في المجلس المحليّ لمدينة الباب فوزي السايح، الذي قال: "إنّ افتتاح عدد من الكليّات الجامعيّة التركيّة إنجاز مهمّ استطاعت المجالس المحليّة تقديمه إلى الطلاّب لمتابعة دراستهم الجامعيّة، حيث دفع الطالب الذي يريد الدراسة في إحدى الكليّات الثلاث 450 ليرة تركيّة عن كلّ فصل دراسيّ/ما يعادل 75 دولاراً أميركيّاً".
وعن أهميّة الجامعة، قال فوزي السايح: "إنّ جامعة غازي عينتاب هي من الجامعات المرموقة في تركيا. وفي السنوات المقبلة، سيتمّ افتتاح المزيد من الكليّات الجامعيّة من مختلف الاختصاصات الطبيّة والهندسيّة وغيرها من الاختصاصات التي يطالب أبناؤنا الطلاّب بوجودها".
بدوره، قال عضو الهيئة التدريسيّة في جامعة غازي عينتاب في تركيا الدكتور عبد المنعم حلبي لـ"المونيتور": "إنّ افتتاح كليّات تتبع لجامعة غازي عينتاب التركيّة في ريف حلب يوفّر لمئات الشباب السوريّين في المناطق المحرّرة سنويّاً فرصة الدراسة في العديد من الفروع الاقتصاديّة والتربويّة والدينيّة. والدراسة ستكون تحت إشراف جامعيّ معتمد وذي اعتماديّة جيّدة، وهي قدّمت حلاًّ إلى المشكلة الاعتماديّة لدى مختلف الدول برسوم مقبولة، نتمنّى مساهمة العديد من الجهات الراعية نعم من تركيا في تغطيتها بأكبر قدر من المنح ومساعدة الطلاّب في تغطية تكاليف الدراسة والتفرّغ وتحفيزهم على متابعة تحصيلهم العلميّ بشكل لائق".
أضاف عبد المنعم حلبي: "الكليّات الثلاث حتماً غير كافية، فلا بدّ من الاهتمام بالعلوم التطبيقيّة، لا سيّما منها الهندسيّة، سواء المتعلّقة بالإنشاء والتعمير أم المعلوماتيّة، وكذلك الزراعيّة والغذائيّة، وذلك بسبب النقص الحادّ والحاجة الماسّة إلى هذه الاختصاصات في الحاضر والمستقبل في مناطق المعارضة السوريّة".
بدوره، قال عضو الهيئة التدريسيّة في جامعة "حلب الشهباء" التابعة لحكومة الإنقاذ التابعة للمعارضة في ريف حلب الغربيّ الدكتور مسلم اليوسف، لـ"المونيتور": "نأمل في أن يحصل تعاون بين جامعة غازي عينتاب والجامعات المحليّة في ريف حلب وإدلب، مثل جامعات: إدلب، حلب الشهباء وحلب الحرّة، وغيرها من الجامعات التي يدرس فيها آلاف الطلاّب السوريّين في المناطق المحرّرة".
من جهته، قال الرئيس السابق لجامعة "الشام العالميّة" في ريف حلب الدكتور أحمد طعّان لـ"المونيتور": "هذه الخطوة مهمّة جدّاً، وإن كانت متأخّرة، فهي الخطوة التي كنّا نسعى إليها منذ أكثر من ستّ سنوات ونبذل الجهود من أجل الوصول إلى هذا الإنجاز".
أضاف: إنّ افتتاح فرع لجامعة رسميّة تتبع لوزارة التعليم في تركيا ويحصل الطالب على شهادة معترف بها من دون مشاكل ومن دون تعقيدات، أصبح حلماً لدى طلاّبنا في الداخل لكثرة الجامعات التي تسعى إلى تحصيل الاعتراف منذ سنوات، ولكن من دون جدوى. ولا شكّ في أنّ هذا المشروع بغاية الأهميّة، فهو يحقّق الراحة والطمأنينة النفسيّة للطلاّب ويزيل عقبة البحث عن الاعتراف والاعتماد ويزيح الهموم والمخاوف التي يعاني منها الجميع في عمليّة التعليم بمناطق المعارضة السوريّة".
وتابع: "سينعكس افتتاح الكليّات بشكل إيجابيّ على التدريس والعلم والمناهج والتطوير العلميّ وارتقاء مستوى البحوث والدراسات. وبالطبع، هذه الخطوة أوليّة يجب أن تلحق بها خطوات أخرى. هذه الكليّات الثلاث غير كافية ولا تلبّي الحاجة والطموح العلميّ لدى أبنائنا في المناطق المحرّرة، فهناك حاجة ماسّة إلى كلّ الكليّات كالقانون وعلم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة والفروع العلميّة والتطبيقيّة كالطبّ والهندسة، خصوصاً أنّ مناطقنا المحرّرة مقبلة على استحقاقات مهمّة جدّاً في كلّ المجالات للخروج من حالة الفوضى إلى حالة الدولة، ومن حالة العشوائيّة إلى حالة الاستقرار والبناء".