تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

آثار غزّة بين النهب والإهمال الحكوميّ

أثار اكتشاف عائلة في غزة لمقبرة قديمة تعود لآلاف السنين في فناء البيت العائلي نزاعًا كبيرًا مع السلطات.
Gaza_bones.jpg
اقرأ في 

لم تكن ليلة عادية بالنّسبة إلى عائلة مكوّنة من 20 فرداً يقطنون في بيت عائليّ، يعيش به الجد والجدة واثنين من أولادهما و14 طفلاً من الأحفاد، بعدما اكتشفوا صدفة، أنّ مقبرة تعود إلى آلاف السنين تعيش معهم في فناء البيت. لقد كانت الليلة باردة ومرعبة، فبعد سقوط أمطار غزيرة في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني على بلدة بيت حانون - أقصى شمال قطاع غزّة، لاحظ عبد الكريم الكفارنة، وهو الشاب العشرينيّ (24) الذي يعيش مع عائلته في بيت بسيط يبعد أقلّ من كيلومتر عن الحدود الفاصلة بين قطاع غزّة وإسرائيل، أنّ كميات كبيرة من المياه تتسرّب إلى باطن الأرض في مساحة صغيرة أمام منزله. ومع استمرار الأمطار، تشكّلت حفر صغيرة في الفناء، الأمر الذي أثار تخوّفاً وشغفاً لديه في آن واحد لمعرفة السبب. لم تكن لديه أيّ فكرة بأنّ شغفه سينتهى باكتشاف موقع أثريّ هائل يحتوي على عظام وجماجم أموات كثر لم يتمّ التوصّل إلى أعدادهم حتّى اللحظة، بل ظنّ في بداية الأمر، أنّ هذه الحفر التي تشكّلت على سطح الأرض لن تتجاوز كونها نفقاً يتبع لفصائل المقاومة المختلفة في القطاع، وقد انهار على أثر الأمطار التي تساقطت، خصوصاً أنّ البيت قريب من الحدود.

بدأ عبد الكريم الكفارنة بالتنقيب عن الحفر، مستعملاً أدوات بسيطة، وصار يحفر حول الحفر المتشكّلة. وبعد وصوله إلى عمق متر، وجد حجراً جيريّاً لا يتجاوز طوله الـ60 سم كأنّه غطاء لسرداب تحت الأرض، فأسرع في إزالته، وما أن أزاله، انبعثت رائحة غازات وصفها لـ"المونيتور" بأنّها من أسوأ الروائح التي دخلت إلى رئتيه طيلة حياته، ولم ينته تأثيرها إلاّ بعد مرور ساعات على فتح الغطاء. ولدى عودته لاستكمال الحفر، لمح عظاماً قبل توسيع الحفرة، وصار الرمل يهيل، فتراجع خوفاً، لكنّ أقاربه وجيرانه ساعدوه في الحفر، حتّى تمكّنوا من الكشف عمّا في داخل الحفرة.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.