تزداد حدة التوتر السياسي في لبنان قبيل الانتخابات التشريعية المتوقعة في أيار / مايو، وتبدو المحاولات المفرطة وغير المستقرة لتلبية رغبات الناخبين وكأنها تمهيد لإعادة اصطفاف النظام السياسي في مرحلة ما بعد الانتخابات.
كانت المرة الأخيرة التي تم إجراء انتخابات فيها في لبنان في العام 2009، أي حين كان الشرق الأوسط مختلفا كل الاختلاف. حينذاك، كان النظام السوري وسيطا رئيسا في السياسة اللبنانية، وكان حزب الله المدعوم من إيران قد وجه في أيار / مايو 2008 ضربة عسكرية لحركة المستقبل المدعومة من السعودية. أما الرياض، وبعد أن كانت قد استثمرت بشكل كبير في انتخابات عام 2009، فقد أعادت إشراك دمشق بهدف احتواء النفوذ الإيراني المتنامي في لبنان. إلا أن الولايات المتحدة استوقفت التقارب السعودي السوري، ما أدى إلى الإطاحة بحكومة سعد الحريري الأولى في كانون الثاني / يناير 2011. وبعد شهرين، اندلعت الانتفاضة السورية في آذار / مارس 2011.