تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أردوغان يحاول إصلاح العلاقات مع السعودية من خلال جولته في الخليج

قال الرئيس التركي رجب طيب إن هدف زيارته إلى الخليج تتعلق بأزمة دول مجلس التعاون الخليجي مع قطر، ولكن حسب المحللين فإن زيارته كانت تهدف أيضًا إلى تحسين العلاقات مع السعودية.
Turkish President Recep Tayyip Erdogan gestures during a news conference to present the outcome of the G20 leaders summit in Hamburg, Germany July 8, 2017. REUTERS/Wolfgang Rattay - RTX3ANDI

قام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بزيارة قصيرة إلى السعودية والكويت وقطر في 23 و24 شهر تموز/يوليو الجاري. ووصفت الوسائل الاعلامية التركية الزيارة بأنها جاءت في إطار المحاولات لتسوية الأزمة مع قطر.

وكشفت هذه الجولة التي قام بها الرئيس في أعقاب الجهود الجارية من قبل الوسطاء الكويتيين والأميركيين عن قدرة أنقرة المحدودة على إحداث أي تغيير في الأزمة.

لم تلق رغبة تركيا في أن تكون الوسيط لقطر ترحيبًا لأن أنقرة كانت قد قدمت دعمًا قويًا للدوحة بما في ذلك إرسال قوات عسكرية إلى قطر. وعلى الرغم من إصرار تركيا أن هذه الخطوة كانت محايدة ولكن في نظر التحالف الذي تقوده السعودية أنقرة لم تكن مناسبة للعمل كوسيط.

ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو عضو ريئيس في الإئتلاف، في مرحلة ما إلى مقاطعة تركيا لقطر ايضًا وذلك وفقًا لتقارير العربي الجديد.

في غضون ذلك، إن الجهود الكويتية بالإضافة إلى الضغوطات الأميركية قد دفعت وزير الخارجية ريكس تيلرسون للدعوة إلى رفع الحصار عن قطر.

كما عكست تصريحات أردوغان، قبل مغادرته إلى الخليج، إدراكًا بأن دور تركيا محدود في حل هذه الأزمة. فقد قال: " نؤيد جهود الوساطة التي يبذلها امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. كما ونؤيد جهود الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التي نراها مفيدة،" آملًا أن تثمر هذه الجهود.

وأشار اردوغان الى أن السبب الرئيسي لزيارته للخليج هو الازمة القطرية ولكن ثمة اسباب اخرى وراء محادثات اردوغان رفيعة المستوى وخاصة فى الرياض. أحد الأسباب الرئيسية التي أعرب عنها في الأوساط الدبلوماسية هو حاجة أردوغان للانخراط في السيطرة على الأضرار في ما يتعلق بعلاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية.

فبعد اندلاع أزمة قطر، لم يرحم الإعلام السعودي التي تسيطر عليه الحكومة تركيا في تناول أخبارها. والآراء التي أُعرب عنها في وسائل الإعلام تعكس أيضًا وجهات النظر الرسمية في السعودية.

واشار ياسين اكتاي، وهو نائب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ومستشار الحكومة في قضايا السياسة الخارجية، إلى "الحملة غير العادلة في الصحافة السعودية ضد تركيا".

وقال اكتاي في مقال نشرته صحيفة "ييني صفك" الموالية للحكومة "لا احد يستطيع ان يدعي ان هذه الحملة تعكس رد فعل العرب التلقائي حول ما يجري".

وأضاف أن المقالات الهجومية في الصحافة السعودية "تمت فركتها بشكل منهجي" من "مركز يهدف إلى زرع الفتنة وإنتاج كراهية بين العرب تجاه تركيا"، لكنه لم يوضح القصد من تصريحاته.

وظل أردوغان، الذي يستمتع عادةً بانتقاد وسائل الإعلام الغربية في ما يتعلق بالمقالات أو التقارير غير المحبذة ، صامتًا في وجه الهجمات الإعلامية على تركيا، وليس في المملكة العربية السعودية وحسب، بل أيضًا في دول الخليج الأخرى.

وقبل مغادرته جولته الخليجية، أشاد أردوغان بالرياض والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وصرح للصحافيين ان المحطة الاولى ستكون السعودية التي وصفها بانه "بلد كبير وحكيم في المنطقة".

وصرّح إردوغان قائلًا: "بصفتها الأخ الأكبر في منطقة الخليج، فمن واجب السعودية أن تحل الازمة في الخليج. وكما قلت في عدة مناسبات، يترأس الملك سلمان قائمة الذين يمكنهم حل هذه الازمة ".

وفي الوقت الذي تعتمد فيه تركيا على علاقاتها الاقتصادية الواسعة والمتنامية مع قطر، فإنها لا تستطيع أن تقوض روابطها الاقتصادية والسياسية ذات الأهمية نفسها مع دول الخليج الأخرى، خاصة في الوقت الذي تستمر فيه علاقاتها مع الغرب في التدهور.

كما تلاحظ أنقرة على مضض كيف تقوم مصر بخطوات دبلوماسية في المنطقة ، في سوريا مثلًا، حيث تتعاون تركيا الآن مع روسيا. كما تعمق مصر حوارها مع الاتحاد الأوروبي بهدف تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي خلال زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لبروكسل هذا الأسبوع، أعربت رئيسة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني عن رغبة الاتحاد الأوروبي في التنسيق الوثيق مع مصر بشأن الجهود المبذولة لحل الأزمات في ليبيا وسوريا والخليج.

إن التدخلات الأخيرة التي قام بها تيلرسون في المنطقة، والتي أسفرت عن نتائج ملموسة ونزع فتيل الأزمة إلى حد ما، جعلت من السهل على أنقرة أن تحاول تمهيد الطريق مع الرياض.

فقد وافقت قطر، على سبيل المثال، على توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة حول رصد تدفق تمويل الإرهاب، مما دفع واشنطن إلى دعوة الرياض، شريكها الرئيسي في الخليج، لرفع الحصار عن قطر. وتسعى أنقرة إلى رفع الحصار أيضًا.

وفي الوقت نفسه، خفض الائتلاف الذي تقوده السعودية، تحت ضغط الولايات المتحدة ، قائمة المطالب التي كانت 16 وأصبحت الآن ستة مطلبًا. ولا تشمل القائمة الجديدة شرط إغلاق تركيا لقاعدتها العسكرية في قطر. وبحسب التقارير، لم تتم مناقشة هذه القضية في محادثات أردوغان مع سلمان أو ولي العهد محمد بن سلمان في الرياض.

وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية طلب عدم الكشف عن هويته إن التدخل الأميركي المتزايد في الخليج من شأنه أن يجعل تركيا تلعب دور "المسهّل" في المنطقة بدلًا من "الوسيط".

وعلى الرغم من دعمها لقطر، والضغط الذي أعقب ذلك، تواصل تركيا إقامة علاقات مع جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي. وقد بدأت قطر "حوارا استراتيجيا" مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي قبل أزمة قطر.

وقال البروفسور مينسور أكغون من جامعة اسطنبول كولتر إنه ليس صحيحًا أن جولة إردوغان في الخليج لم تأت بثمار، بل على العكس فقد كان لها انعكاسات مهمة.

وقال أكغن للمونيتور: "أولًا، تمكنت تركيا كنتيجة لهذه الجولة من تقليل بعض من الضغوطات عليها التي نجمت عن موقفها العالق بين قطر والمملكة العربية السعودية".

وأضاف "أظهرت هذه الجولة أيضًا أن القوات التركية ستبقى في قطر لان طلب المملكة العربية السعودية وحلفائها قد ألغت هذا الشرط على قطر." وقال اكغن إن زيارة إردوغان اظهرت أيضًا أنه ليس من السهل قطع علاقات تركيا مع السعودية.

ووافق السفير المتقاعد مراد بيلهان على تصريحات البروفسور. فقد صرّح للمونيتور قائلًا :"لا يمكن لتركيا أن تخاطر بعلاقاتها مع السعودية، التي تعد أهم دولة في منطقة الخليج".

وأضاف "انه من المستحيل إنتاج سياسة خليجية متماسكة دون اقامة علاقات جيدة مع السعودية". غير أن بلهان صرّح أن زيارة أردوغان لم توضح لماذا أرسلت تركيا قوات الى قطر في وقت حساس مثل هذا، وما كانت مهمتها هناك.

مثل الدول الأخرى في الشرق الأوسط، تستعد دول الخليج لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ومن المتوقع أن يصل بعدها التنافس السعودي الإيراني إلى ذروته.

توقع وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر في مقال لمنظمة بروجيكت سنديكيت الدولية بتاريخ 21 تموز/ يوليو أن مرحلة ما بعد داعش لن يسودها السلام بسبب نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط.

لذلك فإن أنقرة بحاجة إلى إنشاء علاقات أفضل مع حلفائها السنيين الطبيعيين في المنطقة، بدءا بالمملكة العربية السعودية، من أجل تعزيز مصالحها خلال تلك المرحلة. ولذلك يمكن النظر إلى جولة أردوغان الخليجية على أنها محاولة لتعزيز العلاقات مع الرياض.

ولكن هذا لا يعني أن جميع نقاط الاختلاف قد تمّ إزالتها، ولا سيما دعم تركيا المستمر لجماعة الإخوان المسلمين الذي لا يزال يشكل عقبة. وعلى الأرجح سيتعين على إردوغان بالقيام بمزيد من الجولات الخليجية إذا أراد السعي إلى تبديد شكوك الخليج حول دوافع تركيا. ومع ذلك، أظهرت زيارة أردوغان ومحادثاته مع زعماء الخليج أنهم لا يستطيعون تجاهل تركيا.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial