انطلقت الدورة الخامسة من المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية على وقع قرع الطبول وعروض الفرق الفولكلورية في العاصمة المصرية في 20 نيسان/أبريل الجاري.
تشارك نحو ثلاثين فرقة فولكلورية محلية وأجنبية من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا في هذا المهرجان الذي يستمر عشرة أيام.
يهدف المهرجان، الذي يُنظَّم تحت شعار "حوار الطبول من أجل السلام"، إلى نشر التسامح والسلام، كما يقول مؤسس المهرجان ومديره، انتصار عبد الفتاح.
أضاف عبد الفتاح لموقع "المونيتور": "الهدف من المهرجان هو أن تحتضن مصر ثقافات متنوّعة".
قال وزير الثقافة حلمي النمنم، خلال حفل الافتتاح، إنه على الرغم من الإرهاب الذي تواجهه مصر، "لن نسمح لهم أبداً بأن يُفسدوا علينا حياتنا. ... سوف نتصدّى للإرهاب بواسطة قواتنا المسلحة والشرطة، وبواسطة الفنون والثقافة أيضاً".
تشمل البلدان الأجنبية المشارِكة في المهرجان، الصين وكوريا الجنوبية وأندونيسيا ونيجيريا وتونس والجزائر والسنغال واليونان وتترستان والإكوادور.
إلى جانب الفرق الأجنبية، يسلّط المهرجان الضوء على فرادة التراث المصري. وتُشارك فيه فرق شعبية من حلايب وشلاتين؛ ومن الوادي الجديد؛ والعريش شمال سيناء؛ والنوبة والأقصر وسوهاج في صعيد مصر؛ ومطروح في شمال غرب البلاد.
تُنظَّم ورش عمل عدّة خلال المهرجان تشارك فيها الفرق المصرية والأجنبية، حيث تقوم بالعزف والتدرّب معاً في أجواء من الانسجام.
قال عبد الفتاح، وهو مدير مسرح ورئيس مركز إبداع قبة الغوري التابع لوزارة الثقافة: "تندمج كل الفرق المشارِكة في فرقة واحدة، وتعزف الإيقاعات نفسها بروحية متناغمة". أسّس عبد الفتاح عدداً من الفرق الفولكلورية في القاهرة، مثل فرقة الطبول النوبية والآلات الشعبية في العام 1990.
أضاف: "على الرغم من اختلاف جنسياتهم، ينصهرون في كيان واحد عبر استخدام التواصل البشري والفن والإبداع فقط".
المهرجان من تنظيم وزارات الثقافة والآثار والسياحة والتخطيط، ويتوزّع في سبعة أماكن معظمها عبارة عن صروح بارزة في القاهرة.
تُقام بعض العروض في مسرح بئر يوسف في قلعة صلاح الدين. يُذكَر أن المسرح سُمّي تيمناً بالبئر المملوك، بحسب الأسطورة، من رسول الله يوسف.
ومن الصروح الأخرى التي تشهد فعاليات خاصة بالمهرجان مسرح قبة الغوري الذي شُيِّد في 1504-1505 خلال حكم السلطان المملوكي الغوري.
ويُنظَّم خلال المهرجان موكبٌ سيّار لمدة خمس ساعات تشارك فيه جميع الفرق، وذلك في شارع المعز الذي هو من أقدم الشوارع في مصر ويعود إلى الحقبة الفاطمية. تتوزّع على جانبَي هذا الشارع عشرات البنى المعمارية.
وضمن فعاليات المهرجان، يسلّط معرض في قلعة صلاح الدين الضوء على أشغال يدوية تعكس الثقافات والحضارات التي تتميز بها شعوب البلدان المشارِكة.
تزامن حفل اختتام المهرجان في 26 نيسان/أبريل مع الاحتفالات بالذكرى السنوية لتحرير سيناء التي تقام إحياءً لذكرى انسحاب آخر الجنود الإسرائيليين من شبه جزيرة سيناء في العام 1982.
قال عبد الفتاح: "في هذا اليوم، تقدّم جميع الفرق عروضاً ورقصات على الأنغام المستمدّة من تراث سيناء، ما يساهم في لفت الأنظار إلى شبه الجزيرة التي تشكّل معقلاً للتسامح والسلام".
ولفت إلى أنه بين 28 نيسان/أبريل والأول من أيار/مايو، ستتوجّه بعض الفرق إلى الأقصر لتقديم عروض داخل معبد الأقصر. يُشار إلى أن هذا المعبد الضخم الذي ينتمي إلى معالم مصر القديمة ويقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، شُيِّد في العام 1400 ق.م.
ينتظر المصريون هذا المهرجان بفارغ الصبر في نيسان/أبريل من كل عام. تستمتع الجماهير بمشاهدة العروض الراقصة التي تقدّمها الفرق مع أزيائها التراثية ذات الألوان الزاهية والتي تضيف أجواءً من المرح إلى المواقع التاريخية.
قال أحمد مراد، الذي يعمل محاسباً، لموقع "المونيتور": "إنه حدث مفعم بالبهجة فعلاً"، مضيفاً: "في كل عام، أترقّب هذه الفرصة لمشاهدة عروض البلدان المختلفة. من النادر مشاهدة مثل هذه العروض، حتى عبر شاشات التلفزة".
تأمل نجوى سيد بأن تتمكّن هذا العام من حضور المهرجان. فقد كتبت سيد التي تتحدر من مدينة الإسكندرية الساحلية، عبر صفحتها على موقع "فايسبوك": "لم أستطع حضور المهرجان العام الماضي بسبب الإقبال الكثيف عليه من الزوّار".