بدأ مصمّوو الأزياء المصريّون ثورة جديدة. فهم يبتكرون تصاميمهم الخاصّة ويتّخذون خطوات جديّة للتنافس مع الماركات العالميّة.
وقالت سارة أنسي، صاحبة ماركة فساتين الأعراس المصريّة سارة أنسي، لـ "المونيتور": "إنّ صناعة الموضة في مصر موجودة بالفعل في أيّامنا هذه. ففكرة ابتكار تصاميم تعكس ثقافتنا الخاصّة وتتماشى مع المعايير الدوليّة تشهد انتشاراً".
وقالت أنسي، التي درست إدارة الأعمال، إنّها أمضت أربع سنوات في تصميم فساتين الأعراس ودراسة نواحي الموضة كافة. ثمّ أطلقت مجموعتها الخاصّة بفساتين السهرة ونجحت في عرضها في أحد عروض الأزياء في نيويورك.
وقالت أنسي: "ليس من السهل المشاركة في عرض للأزياء في نيويورك. يتعين على المصمم تحضيرمواصفات جيّدة لمجموعاته".
وأضافت: "كان تحدّياً بالنسبة إليّ أن أعرض مجموعتي الأولى في عرض عالميّ وأكون بالمستوى نفسه كالمصمّمين العالميّين الآخرين. وكنت متحمّسة لتصميم فساتين ذات خياطة ممتازة ونوعيّة فضلى".
إنّ الشغف بابتكار ماركات أزياء مصريّة يدفع الكثيرين إلى تعلّم كلّ ما هو متعلّق بالموضة، من رسم التصميم إلى الخياطة وإضافة اللمسات الأخيرة إلى الملابس.
وقالت آية عبد السلام، مؤسّسة ماركة "بيجار" المصريّة للملابس غير الرسميّة، إنّ هناك حصصاً كثيرة على شبكة الانترنت وخارجها يتعلّم الشخص من خلالها كيف يكون مصمّم أزياء ذا خبرة.
وأضافت أنّها بدأت مسيرتها بتصميم قطع فريدة من نوعها لأصدقائها وأفراد عائلتها، ثمّ أطلقت ماركة خاصّة تسجّل طلباً مرتفعاً.
وقالت: "ما أسعى إليه في مجموعاتي هو جعل النساء يشعرن بأنّهن أكثر أنوثة وتميّزاً. يختلف الوضع كثيراً عندما ترتدي المرأة ملابس تميّزها عن غيرها وتُشعرها بذاتها".
وتابعت: "لسنا مضطرّات إلى ارتداء ملابس لا تليق بنا أو لا تشعرنا بالراحة".
وقالت المصمّمة الشغوفة إلى أنّها كانت تتوق إلى إطلاق ماركتها الخاصّة ومواجهة العوائق، كاليد العاملة غير المدرّبة في هذا المجال.
وأضافت: "واجهتُ خسائر كثيرة في البداية لأنّ السوق يهيمن عليها الإنتاج الضخم بدلاً من إنتاج قطع فريدة".
وقالت داليا حسونة من مركز تحديث الصناعة التابع لوزارة التجارة والصناعة لـ "المونيتور" إنّ المركز يدعم المصمّمين المصريّين في مختلف المجالات من خلال مشروع Creative Egypt الذي يتيح للمصمّمين عرض منتجاتهم والنفاذ إلى فرص التسويق.
وأضافت أنّ "Creative Egypt لا يساعد المصمّمين على عرض ابتكاراتهم محليّاً فحسب، بل يمنحهم فرصة التصدير إلى الخارج".
وأشارت حسونة إلى أنّ الحكومة بدأت أيضاً بتمكين المصمّمين المصريّين الموهوبين من خلال برنامج بالتعاون مع مصمّمين إيطاليّين يزيد من معرفتهم ويصقل مهاراتهم بما يتماشى مع المعايير الدوليّة.
وأُطلقت هذه المبادرة بالتوازي مع توجيهات البلد المتعلّقة بدعم الصناعة المحليّة واجتذاب الصادرات المصريّة.
وعلى الرغم من الازدهار الذي يشهده عدد من المصمّمين المصريّين، ما زال هناك عوامل كثيرة تؤثّر على الصناعة ككلّ.
وقالت ماريا س. مونوز، وهي مؤسّسة مشاركة لدار Maison Pyramide وشريكة إداريّة فيها: "هناك عوامل كثيرة تؤثّر على الصناعة بشكل عامّ، وضمن هذه العوامل هناك متغيّرات كثيرة. ويمكن القول إنّ التعليم هو واحد منها – حصص احترافيّة، نصائح من محترفين، اكتساب المعرفة والمهارات."
ومن العوامل الأخرى قوّة الاقتصاد. فصناعة الموضة بحاجة إلى آلات جديدة ومزيد من التكنولوجيا وموادّ وموارد أفضل، ولا شكّ في أنّ الاستثمار في هذه العناصر سيحدّد شكل الصناعة بسرعة كبيرة، وفقاً لمونوز.