مخيّم الزعتري للاجئين، الأردن – أميمة هوشان، 14 عامًا، لم تكن مدركة فعلاً لموضوع الزواج المبكر إلى أن تركت صديقتها المفضّلة مقاعد الدّراسة في الصفّ الخامس. شعرت أميمة بقلق كبير. فصديقتها كانت من الطّالبات المجتهدات – الأفضل في صفّها – ولطالما حلمت بأن تصبح طبيبة، فلماذا قد تترك المدرسة؟ ثمّ علمت أميمة من المعلّمة أنّ صديقتها تزوّجت ابن عمّها البالغ من العمر 18 عامًا بضغط من والدها. ولم تكن الفتاة قد أكملت سنواتها الـ13 بعد. ولم ترها أميمة مرّة أخرى.
منذ ذلك اليوم، أصبحت أميمة تلاحظ أنّ المزيد من الفتيات يتركن الدّراسة بسنّ 12، 13 و14 عامًا. تذكّرت كيف كانت ترى الأمر خاطئًا جدًا. فهؤلاء الفتيات كنّ مجرّد أطفال، مثلها. وتحدّثت في الموضوع مع والدها، ثائر هوشان، الذي درس القانون في سوريا.