تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

وأخيراً، آلاف الأطفال في اللاجئين السوريين في المدارس

عبّر أطفال سوريون عن حماستهم للالتحاق بالمدرسة بعد أن اتخذت حكومة الأردن اجراءات تسهّل وصولهم الى التعليم.
Syrian refugee students gesture while attending a class in a UNICEF school, during German Economy Minister Sigmar Gabriel's visit to Al Zaatari refugee camp in the Jordanian city of Mafraq, near the border with Syria, September 22, 2015. REUTERS/ Muhammad Hamed      TPX IMAGES OF THE DAY      - RTX1RVB9

إربد، الأردن - بعد سنوات من محاولة الحاق محمد بالمدارس الحكومية، كادت والدته علاء تستسلم. فمنذ أن هربت العائلة من سوريا إلى الأردن في العام 2012، لم يتلقى محمد أي تعليم رسمي. رفض مدراء المدارس سنة تلوى سنة الحاقه بالمدرسة لعدة أسباب. يبلغ محمد 11 عاماً ولا يزال يجهل القراءة والكتابة.

تحدثت علاء الى المونيتور من شقة صغيرة لصديقتها في مدينة اربد. قالت: "قالوا لي بدايةً انه ما من أماكن شاغرة في الصفوف. ثم قالوا ان ابني أصبح كبيراً ليبدأ بارتياد المدرسة، بعدما أمضى ثلاث سنوات بعيداً عن الدراسة."

عندما أعلنت الحكومة الأردنية عن تغييرات في سياساتها بهدف السماح لآلاف الأطفال من اللاجئين السوريين بالوصول إلى التعليم في آب - أغسطس، شككت علاء بالأمر. الاّ أنها قررت المحاولة مرة أخرى لتسجيل ابنها في العام الدراسي الجديد. بعد خمس سنوات من النضال، تم تسجيل محمد في مدرسة حكومية في اربد.

وتابعت قائلة انه "في اليوم التالي للتسجيل، قفز محمد من فراشه في الصباح الباكر لمعرفة ما اذا كان باستطاعته الذهاب إلى المدرسة في ذلك اليوم. الاّ أن دروسه لم تكن قد بدأت بعد. اذ تبدأ الدروس يوم الاحد بعد عطلة عيد الفطر. لذا، كان على محمد الانتظار قليلاً بعد. انه متحمس بالفعل."

محمد هو واحد من أصل أكثر من 91.000 طفل سوري في سن الدراسة في الأردن تم استبعادهم عن المدرسة في العام الماضي. تغيرت الأمور الآن. بهدف السماح للمزيد من الأطفال من اللاجئين السوريين بالحصول على التعليم، اتخذت المملكة عدة تدابير ذات تمويل دولي. قال المتحدث باسم الحكومة محمد المومني لوكالة فرانس برس انه تتمثل احدى هذه التدابير بالسماح للمدارس الحكومية باستقبال الأطفال السوريين حتى لو لم تكن أوراقهم منتظمة. ويمكن للعائلات ايجاد حل لأوضاعها خلال العام الدراسي.

كما طوّرت الأردن أيضاً دروساً خاصة لحوالي 25.000 طفل تتراوح أعمارهم بين 8-12 عاماً من الذين حرموا من التعليم خلال السنوات الثلاث الماضية أو أكثر. يمثّل التأخر في التحاق بالمدرسة أحد الحواجز التي تعقد عمليّة التعلم بالنسبة للعديد من الأطفال السوريين. لذا تُحضّر "دروس الاستلحاق" الأطفال ليلتحقوا بالفئة العمرية الخاصة بهم في عام واحد فقط.

كان هناك حاجة كبيرة لاتخاذ التدابير، اذ لم يرتد بعض الأطفال السوريين في الأردن أي مدرسة. تماماً كما رُفضت رقيّة، شقيقة محمد الصغرى، وتبلغ 7 سنوات، بسبب عدم وجود أماكن شاغرة، على عكس شقيقها التوأم شلّان، الذي تمكن من الالتحاق بالمدرسة في العام الماضي. عندما سئلت عما اذا كانت تتطلع إلى الذهاب إلى المدرسة، ابتسمت رقية. وأجابت المونيتور أنها تريد أن تكون قادرة على كتابة اسمها.

قالت علاء، "أنا سعيدة جدا بأن جميع أبنائي تسجلوا في المدرسة الآن، وخاصة أنني لا أجيد القراءة والكتابة. لهذا السبب أعتقد أن التعليم مهم جداً. أنا لا أريد أن ينتهي بهم المطاف مثلي." وأشارت الى انها تزوجت منذ 12 عاماً وكانت تبلغ 14 عاماً وأن زوجها كان يبلغ 40 عاماً حينها.

وأضافت "ربما ينبغي عليّ أن أنضم الى برنامج تعليم خاص بالنساء."

حّذّرت منظمات مثل هيومن رايتس ووتش انه كلما طال بقاء الأطفال خارج المدرسة، قلّ احتمال إنهائهم تعليمهم. ان التعليم مهم جداً في حماية الأطفال في حالات النزوح. في الأردن وغيره من الدول المضيفة، ترتفع نسبة الزواج المبكر بين الفتيات السوريات كوسيلة للتخفيف من العبء المالي عن كاهل الأسر. كما تضاعفت نسبة عمالة الأطفال في الأردن في العقد الماضي.

بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال، فتحت وزارة التربية والتعليم في الأردن 102 مدرسة إضافية تعمل بدوام صباحي ومسائي، ليصل المجموع إلى 200 مدرسة تعمل بدوامين في المملكة.

قال ميراج برادهان، المسؤول عن الاتصالات في لليونيسيف في الأردن للمونيتور انه "على الرغم من أننا لا نملك رقماً محدداً حول المسجلين حتى الان، كانت استجابة الأسر السورية إيجابية للغاية. من قبل، كانت تكمن المشكلة الأكبر في قائمة الانتظار."

وقال: "نحن سعداء حقاً بان الحكومة الأردنية تقود حملة الالتحاق بالمدارس في البلد. قبل بداية العام الدراسي الجديد، أوضحت وزارة التربية والتعليم أن جميع الأطفال في البلد، بغض النظر عن خلفيتهم أو مركزهم، مدعوون للتسجيل في المدارس العامة ."

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات، وفقاً لبرادهان. أضاف انه "على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة في انشاء مدارس بدوامين، لا توجد مدارس كافية لضمان انخراط جميع الأطفال في مدرسة قريبة منهم. ما زلنا نسمع من الأسر أن الصفوف مكتظّة. تخطط وزارة التربية والتعليم لتوسيع وبناء مدارس جديدة، وهي بحاجة إلى دعم من الجهات المانحة لضمان التحاق جميع الأطفال في الأردن بالمدرسة ".

تأمل هاجر انشاء مدرسة اضافية في حيّها قريباً. عندما علمت ببرنامج العودة إلى المدرسة، حاولت تسجيل أطفالها الثلاثة، ولكن طلبها قد رفض. نظراً للتسجيلات الكثيرة واكتظاظ الصفوف. قالت انه كانت خيبة أملها كبيرة، لأن ابنها أيمن الذي يبلغ عشر سنوات ويامن البالغ 9 سنوات وأحمد البالغ 8 سنوات، لم يتلقوا أي تعليم رسمي، حتى قبل فرارهم من سوريا. لقد حضروا صفوفاً في احدى المراكز المحلية في اربد وذلك لبضع مرات في الأسبوع.

قالت هاجر بمرارة، "ولكنهم لا يتعلمون شيئاَ في المركز. أنا مستاء حقاً. ماذا سيحل بهم؟ "

ان هاجر وزوجها أميين، لذلك فان التعليم في المنزل ليس خياراً متاحاً. قالت، "ان المدرسة الوحيدة التي توجد فيها أماكن شاغرة لأولادي الثلاثة بعيدة عن مكان اقامتي في اربد. لا يمكننا الذهاب إلى هناك كل يوم. لا نملك نقوداً. أن زوجي عاطل عن العمل ".

قد يكون ابنها أيمن صغيراً، ولكن أحلامه كبيرة. قال للمونيتور بفخر انه تعلم كيف يحسب إلى الرقم 15، وأنه بامكانه أن يقرأ الأبجدية بأكملها. على الرغم من ان قدماه لم تطأ أي صف فعلي في المدرسة، انه واثق بأنه يحب الذهاب إلى المدرسة كل يوم.

قال، "عندما أكبر، أريد أن أصبح طياراً. سيعلمونني في المدرسة كيف أصبح طيّاراً."

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial