مدينة غزّة-أسماء الغول: يهتدي الصيّادون ليلاً حين يدخلون إلى مياه بحر غزّة بأنوار قناديلهم الّتي تحملها مراكبهم الصغيرة، فلم يعرفوا يوماً أضواء المنارة أو الفنار، ولم تقاسم ظلالها بحرهم. كما لم تكن جزءاً من ثقافتهم وملاحتهم. واليوم، أصبحت لغزّة منارة وسط مينائها، بأنوار بارزة ينعكس ضوؤها على قطع الزجاج الملوّن، الّتي ترصّع برج المنارة، وعلى الحروف العربيّة المحفورة بالطين، وقاعدة خرسانيّة بعرض أربعة أمتار، وقبّة زجاجيّة.
ولأنّ الفنار أو المنارة تعتبر جزءاً من الميناء، والّتي بدورها تعتبر جزءاً من سيادة سياسيّة، ولأنّ هذا ليس متحقّقاً في قطاع غزّة المحاصر منذ تسعة أعوام، فهذه المنارة في غزّة لن تشبه منارة بيروت الحديثة، الّتي يصل إرتفاعها إلى ستين متراً أو منارة الإسكندريّة التاريخيّة، الّتي كانت تصل إلى 120 متراً. إنّها عمل فنيّ تركيبيّ "انستاليشن" يصل إرتفاعه إلى 14 متراً، فهي ليست فناراً حقيقيّاً، ومع ذلك يصل شعاع ضوئها إلى 3 كيلومترات داخل البحر، في حال لم ينقطع التيّار الكهربائيّ عن المنطقة.