تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الفلسطينيّون يحاولون التصدّي للرواية التاريخيّة الإسرائيليّة

أطلق فريق شبابيّ فلسطينيّ في كانون الثاني/يناير من عام 2015 متحفاً إلكترونيّاً يحمل اسم "الرواية الفلسطينيّة" باللّغتين العربيّة والإنكليزيّة، يتحدّث عن الحضارات الفلسطينيّة القديمة، وينقل التراث الفلسطينيّ إلى العالم، بهدف إثبات صحّة الرواية الفلسطينيّة حول أحقيّة امتلاك الفلسطينيّين لأرض فلسطين.
palnarrative.jpg

مدينة غزّة - يحاول ناشطون ومؤرّخون فلسطينيّون تعريف شعوب العالم بالقضيّة الفلسطينيّة وإظهار الجذور التاريخيّة الفلسطينيّة على هذه الأرض الّتي تشهد صراعاً وجوديّاً مع إسرائيل منذ عام 1948، وزيادة التّعاطف الدوليّ مع الفلسطينيّين. لقد أطلق فريق "إحياء" الشبابيّ التطوعيّ في كانون الثاني/يناير من عام 2015 موقعاً إلكترونيّاً يحمل اسم "الرواية الفلسطينيّة" باللّغتين العربيّة والإنكليزيّة، وهو متحف إلكترونيّ يتحدّث عن الحضارات الفلسطينيّة القديمة وينقل التراث الفلسطينيّ إلى شعوب العالم لإثبات صحّة الرواية الفلسطينيّة حول أحقيّة امتلاك الفلسطينيّين لأرض فلسطين الّتي تُعرِفها الأديان السماويّة الثلاثة (التوراة، الإنجيل، والقرآن) بالأرض المقدّسة

وأوضح مدير فريق "إحياء" الشبابيّ عاصم النّبيه أنّ إطلاق الموقع جاء بمبادرة تطوعيّة من فريقه المكوّن من 25 شخصاً متخصّصاً باختصاصات علميّة مختلفة، منها الهندسة والتاريخ والترجمة، وقال لـ"المونيتور": "الهدف من هذا المتحف الإلكترونيّ هو ربط الشباب في دول العالم كافّة بالقضيّة الفلسطينيّة من خلال الحديث عن تاريخ الشعب الفلسطينيّ، وتحويل تعاطف الشعوب إلى مناصرة وتأييد. كما نسعى إلى إثبات أنّنا نحن الفلسطينيّين أصحاب الحقّ الوجوديّ على هذه الأرض، وإلى تكذيب المزاعم الإسرائيليّة بأنّ هذه الأرض تخصّ اليهود وحدهم".

أضاف: "المتحف الإلكترونيّ يعدّ جزءاً من خطوة مهمّة جدّاً في مواجهة الإعلام الإسرائيليّ القويّ والمتغلغل في العالم، والّذي يروّج الرواية الإسرائيليّة. نحن نحاول إثبات أنّ هذه الرواية غير صحيحة ولم تمنح العالم فرصة التعرّف على تاريخ الفلسطينيّين الحقيقيّ".

ولفت إلى أنّ الموقع الإلكترونيّ جاء برعاية وتمويل من مؤسّسة "أمان فلسطين - ماليزيا" الناشطة في دعم القضيّة الفلسطينيّة في ظلّ ضعف الدعم الرسميّ والحكوميّ لها.

ويستعرض المتحف الإلكترونيّ المحطّات التاريخيّة على أرض فلسطين، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالعصرين البرونزيّ والحديديّ، والعهود الآشوريّة والبابليّة والفارسيّة واليونانيّة والرومانيّة والفتح الإسلاميّ والعهد العثمانيّ، وصولاً إلى الإنتداب البريطانيّ وحتّى الإحتلال الإسرائيليّ، نهاية بمراحل الصراع الفلسطينيّ - الإسرائيليّ على هذه الأرض.

ويتضمّن الموقع الإلكترونيّ أيضاً نبذة عن أهمّ المواقع الأثريّة الفلسطينيّة مثل دير القديس هيلاريون وتلّ رفح الأثريّ. كما يتحدّث عن المدن الفلسطينيّة ومراحل تطوّرها وتاريخ الوجود الفلسطينيّ فيها.

وعمّا ينشر في الموقع من محتوى، قال عاصم النّبيه: "إنّ المحتوى تمّت كتابته وتحكيمه وتدقيقه على يدّ مجموعة من الباحثين والخبراء الفلسطينيّين في التاريخ والآثار، الّذين يشرفون على أيّ محتوى جديد يضاف إلى الموقع، وهذا ما يمنح المحتوى المصداقيّة".

وأشار إلى أنّ الفريق العامل يسعى في المرحلة المقبلة إلى إطلاق نسختين إضافيّتين باللّغتين التركيّة والإسبانيّة، وقال: "لقد اخترنا هذه اللّغات بعناية، فالإنكليزيّة من أكثر اللّغات انتشاراً في العالم. كما أنّ الأتراك والإسبان من أكثر الشعوب تضامناً وتعاطفاً مع القضيّة الفلسطينيّة".

الجدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد أكد خلال حفل تنصيبه كرئيس جديد للجمهورية التركية في أغسطس 2014، دعمه الكامل للفلسطينيين، وقال: "المشاهد الانسانية المروعة تحتم علينا الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني". فيما كانت اسبانيا إحدى أبرز الدول التي شهدت مدنها تظاهرات ضخمة في يوليو 2014، احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة.

من جهته، قال أحد مؤسّسي الموقع بلال دبّور لـ"المونيتور": "إنّ النّقص الكبير في المراجع التاريخيّة الفلسطينيّة المنشورة باللّغة الإنكليزيّة، كان دافعاً قويّاً لإطلاق الموقع التاريخيّ في محاولة لنشر التاريخ الفلسطينيّ إلى شعوب العالم كافّة".

أضاف: "التاريخ يعتبر جبهة رئيسيّة في الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. لذلك، أردنا أن نقاوم الإحتلال من خلال هذه الساحة، الّتي تعمل من خلالها إسرائيل على ترويج الأكاذيب التاريخيّة ونسب كلّ ما هو فلسطينيّ إلى اليهود".

وأشار بلال دبّور إلى أنّ الفريق القائم على الموقع يطمح إلى زيارة المواقع الأثريّة الإسلاميّة في القدس والضفّة الغربيّة، وأبرزها المسجد الأقصى المبارك في القدس، والحرم الإبراهيميّ في الخليل - جنوب الضفّة الغربيّة، من أجل توثيقها عبر موقع الرواية الفلسطينيّة، إلاّ أنّ انفصال غزّة جغرافيّاً عن الضفّة والقدس يعيقان تحقيق هذا الطموح.

كما أطلق الفريق القائم على الموقع، في آذار/مارس من عام 2015 تطبيقاً إلكترونيّاً لموقعه الإلكترونيّ للهواتف الذكيّة العاملة بنظام "أندرويد"، في محاولة لمواكبة التطوّر التكنولوجيّ لتحقيق أكبر نسبة وصول إلى المتضامنين من شعوب العالم كافّة مع القضيّة الفلسطينيّة إلى موقعه الإلكترونيّ.

التاريخ والتراث هما ساحة رئيسيّة من ساحات الصراع الفلسطينيّ - الإسرائيليّ، وتشهد مدينة القدس زخماً كبيراً في هذا الصراع، حيث يتصارع الفلسطينيّون المسلمون والإسرائيليّون اليهود على إثبات أحقيّة الوجود التاريخيّ في هذا المكان، حيث يعتبر المسلمون المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين (مكة، المدينة المنورة، والقدس) فيما يدعي اليهود أن هذا المسجد مقام على أنقاض (هيكل سليمان) الذي يسعون بعضهم لإنشائه من جديد.

ومن جهتها، فإنّ خبيرة الآثار في القدس عبير زيّاد الّتي كانت تشغل سابقاً منصب مديرة القسم العربيّ للإرشاد في متحف تاريخ القدس- قلعة داود الّذي تشرف عليه إسرائيل، اتّهمت إسرائيل بتزييف الحقائق التاريخيّة وتقديم المعالم الإسلاميّة في القدس إلى السيّاح الأجانب، على أنّها آثار يهوديّة قديمة، وقالت لـ"المونيتور": "إنّ السلطات الإسرائيليّة طردتني من عملي في المتحف نهاية عام 2009 بسبب ترويجي لأفكار تؤكّد الحقّ التاريخيّ للفلسطينيّين في القدس. وهذا يشير إلى أنّ إسرائيل تحارب الرواية الفلسطينيّة، وتسعى جاهدة إلى عدم تعزيز فكرة حقّ الفلسطينيّين في القدس عند السيّاح الأجانب وشعوب العالم".

أضافت: "إنّ مرشدي السياحة الإسرائيليّين في القدس يزيّفون الحقائق، ويروّجون الأكاذيب للسيّاح الأجانب في مختلف المواقع الأثريّة، من بينها الإدعاء بأنّ الآثار الموجودة في محيط القصور الأموية في البلدة القديمة في القدس الّتي تعود إلى حقبة الدولة الأمويّة الإسلاميّة (662م – 750م)، هي آثار يهوديّة منذ آلاف السنين".

وبيّنت أنّ إسرائيل تسعى إلى تهويد كلّ ما هو إسلاميّ في القدس، من خلال إضفاء صبغة يهوديّة على المعالم الإسلاميّة، مشيرة إلى أنّ البلديّة الإسرائيليّة في القدس رصدت خلال عام 2014 وحده موازنة ماليّة تقدر بـ4.5 مليار شيقل لتهويد القدس، من خلال عدة وسائل من بينها إقامة الحدائق التوراتية، وتوسيع الاستيطان.

ورغم أهميّة هذا الصراع التاريخيّ، الّذي يحاول ناشطون فلسطينيّون الخوض في مضماره من أجل إثبات الحقّ الفلسطينيّ التاريخيّ على هذه الأرض، إلاّ أنّ كلّ الجهود الرسميّة في دعم المبادرات الشبابيّة لمواجهة الرواية الإسرائيليّة التاريخيّة، تكاد تكون معدومة تماماً، الأمر الّذي يجعل الفلسطينيّين غير متفوّقين على إسرائيل في هذا الصراع.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

Text Alerts - Be the first to get breaking news, exclusives, and PRO content.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial