هل تقف تركيا على مشارف حرب أهليّة؟
بعد وفاة 30 جندياً وشرطياً في عمليّات نفّذها حزب العمّال الكردستانيّ، أدّت موجة من الهجمات على الأكراد في كلّ أنحاء البلاد إلى ارتفاع خطر تفاقم الصراع الطائفيّ وتأجيج المشاعر الانفصاليّة من جديد.
![RTSD5V.jpg](/sites/default/files/styles/article_hero_medium/public/almpics/2015/09/RTSD5V.jpg/RTSD5V.jpg?h=f7822858&itok=tDJdcYlT)
أدّى النزاع الطاحن بين قوّات الأمن التركيّة وحزب العمّال الكردستانيّ في التسعينيّات إلى مقتل نحو 40 ألف شخص، لكنّه لم يتحوّل يوماً إلى حرب أهليّة تركيّة كرديّة. وقد وقعت بعض الحوادث الدامية في مناطق سكنيّة غربي تركيا حيث تسكن أقليّات كرديّة، لكن تمّ احتواءها بسرعة قبل انتشارها.
وظهرت الإشارة الأولى على احتمال نشوب صراع تركيّ كرديّ حقيقيّ في تشرين الأول/أكتوبر 2014 أثناء الاحتجاجات المميتة في شوارع كوباني. فبين 6 و8 تشرين الأول/أكتوبر، نزل الأكراد في كلّ أنحاء تركيا إلى الشارع للاحتجاج على حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي حمّلوه مسؤوليّة محاصرة تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش) لمدينة كوباني الكرديّة السوريّة. وفي المدن التي تضمّ خليطاً إثنياً وأكثريّة تركيّة، مثل غازي عنتاب، تصدّت الحشود التركيّة للمتظاهرين. وأسفرت الاشتباكات في غازي عنتاب عن مقتل أربعة أشخاص. وبلغ عدد الوفيّات الناجمة عن الاضطرابات التي وصلت إلى 35 مدينة 50 وفاة، وتمّ تخريب آلاف المباني الحكوميّة والسكنيّة والمؤسسات والمدارس والسيّارات أو تدميرها.