خلال خطاب ألقاه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي في 9 أيلول/سبتمبر، حذّر من نوايا الولايات المتحدة تجاه إيران وقال إنه لن يسمح للأميركيين بالتحاور مع بلاده في قضايا أخرى بعد الاتفاق النووي الذي تمّ عقده في شهر تموز/يوليو.
في أحد أقسى خطاباته المضادة للولايات المتحدة، تحدّث خامنئي عن دعم هذه الأخيرة لحكومة الشاه محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به ثورة 1979 وأكّد أنّ "جميع أُسس النظام الملكي، من الإدارة إلى الشاه نفسه، كانت تعتمد على أميركا. وقد استعمل المسؤولون الأميركيون من دون استثناء الدمى التي كان يحرّكونها في السلطة كي يحكموا الشعب الإيراني المقموع وكأنهم فراعنة. ولكنّ الإمام روح الله الخميني الذي كان موسى عصره تمكّن، مدعوماً من الشعب، من تفكيك ذلك الاتفاق في هذه الأرض القديمة."
وفق خامنئي، السبب الرئيسي وراء "عداوة الولايات المتحدة المستمرة لإيران" كان قطع "مصالحها غير الشرعية في إيران". وتعليقاً على تلقيب آية الله الخميني لأميركا بـ"الشيطان الأكبر"، قال خامنئي، "إنّ رئيس جميع شياطين العالم هو إبليس ولكن إبليس يقتصر عمله على الإغواء والإضلال في حين أن أميركا تغوي وتضل وترتكب المجازر وتفرض الحظر وتنافق."
وقد طرح خامنئي السؤال التالي على الإيرانيين الذين يشجعون تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، "لنفترض أننا تغاضينا النظر عن الدين والروح الثوروية، ولكن ماذا عن الولاء ومصالح البلاد والمنطق؟ أي منطق أو ضمير يسمح لنا بأن نصفح عن جرائم كتلك التي ارتكبتها أميركا وبأي شكل يمكننا أن نراها من منظار الصداقة والوفاء؟"
وأضاف خامنئي، "إنّ الشيطان الذي يطرده الناس من الباب سيعود ليدخل من النافذة لا محال، ولكننا يجب ألا نسمح بذلك." متحدّثاً عن عنف الولايات المتحدة، أعطى خامنئي مثلاً، قائلاً، "بعد أيام على الاتفاق النووي الذي لا يزال قدره مبهماً في إيران وأميركا، كان الأميركيون في الكونغرس منهمكون بالتخطيط والتحضير لافتعال مشاكل لإيران."
وأضاف خامنئي أنّ مقاومة الولايات المتحدة تكون من خلال "التمتع بقوة تخيّب آمال الشيطان الأكبر في فعالية عدائه." واستطرد، "لقد قسّمت أميركا مهامها مع إيران وتتصرف بطريقة مزدوجة. فبعض قادتها يبتسمون والآخرون منهمكون بتشريع قوانين ضدّ إيران."
خلال المفاوضات النووية، حاز المسؤولون الأميركيون والإيرانيون على فرصة إجراء اجتماعات ثنائية اعتبرها خامنئي عذراً للولايات المتحدة لتحاول أن تكتسب نفوذاً في إيران. وصرّح، "لقد أعطينا إذناً بالتفاوض على الملف النووي فقط ولأسباب واضحة ومعلنة، وقد أفلح المفاوضون في هذه الناحية، ولكن لن نفاوض الأميركيين في مسائل أخرى."
بما أنّ التعاون الأميركي- الإيراني بلغ ذروته مع المفاوضات النووية خلال 36 سنة، اعتقد البعض أنّ البلدين قادران على التعاون في مسائل إقليمية أيضاً. عندما سأل صحفي الرئيس حسن روحاني في 8 أيلول/سبتمبر عمّا إذا كانت إيران ستعمل مع الولايات المتحدة والسعودية لمعالجة الحرب الأهلية في سوريا، أجاب بـ"نعم." فروحاني، إلى جانب شخصيات أخرى ذات نفوذ في إيران ومن بينها آية الله على أكبر هاشمي رفسنجاني، يرى أنّ تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة مفيد لإيران. ولكنّ المرشد الأعلى والحرس الثوري الإيراني، إلى جانب هيئات عسكرية وأمنية أخرى، قلقون من أن يزيد تعاون معزّز من تأثير الولايات المتحدة على السياسات الإيرانية المحلية.
على الرغم من أنّ التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة همد بعض الشيء نتيجة الاتفاق النووي، فإنّ العداوة مع إسرائيل تبقى هي هي. وقال خامنئي، "أدلى بعض الصهاينة بتصريحات مفادها أنهم، وبسبب نتائج المفاوضات النووية، لا يتخوفون من إيران خلال الأعوام الـ25 المقبلة. ولكن أقول لهم إنكم لن تشهدوا هذه الأعوام بإذن الله، و لن يبقى حتى ذلك الحين شيء اسمه إسرائيل.. لن يبقى شيء من هذا الكيان خلال هذه الفترة في المنطقة."