الكل في إيران يعلم أن الرئيس حسن روحاني قد رهن حظوظه السياسية في المحادثات النووية، وهو يبدي تفاؤلا كبيراً إزاء الاتفاق النووي مع القوى العالمية الست والإزالة اللاحقة للعقوبات الدولية وإنهاء عزلة إيران، حتى أنه ذهب إلى ربط الاتفاق النووي بحل أزمة المياه الايرانية ولو بشكل مثير للجدل.
لكن على المستوى المحلي، وبغض النظر عما إذا سيتم التوصل إلى صفقة نووية شاملة أم لا، يواجه روحاني وإدارته تحديات وتوقعات من مختلف الفصائل السياسية.
في مقال افتتاحي في صحيفة ابتكار الاصلاحية عالج فؤاد شمس بعض الشواغل والهموم الاقتصادية التي تراود الكثيرين، فوجه ما يمكن وصفه بالتحذير اللائق لروحاني مفاده أن الوقت والأعذار التي يقدمها لعدم تلبية توقعات الناس في صدد النفاذ.
كما كتب شمس أن الصفقة النووية التي تزيل العقوبات أصبحت وشيكة و «من الآن فصاعداً علينا أن نفكر في ما بعد الصفقة،» متابعاً «إن وضع إيران بعد إزالة العقوبات سيكون مختلفا عن الوضع الراهن. لذا يجب اتباع نهج جديد يتماشى مع الوضع الجديد.» وكتب شمس أن روحاني الذي تولى منصبه يونيو / حزيران 2013 تحت شعار «الأمل والحكمة،» قد «كشف النقاب عن جزء الحكمة في سياسته الخارجية» و «الآن هو الوقت المناسب محليا لنشر الأمل«.
كما حث شمس روحاني، الذي ركز العامين الماضيين على الصفقة النووية، على العمل على «تغييرات وإصلاحات في الشؤون الداخلية،» مضيفاً إن «على الإدارة أن تجد طرق لتحسين ظروف الشعب المعيشية.» وكتب أن من كان يرزح تحت عبء العقوبات هم في الغالب العمال والفقراء الايرانيين، علما أن البعض استغل العقوبات ليصبحوا من الأثرياء. وأضاف شمس إنه في حين كثفت العقوبات من الضغوط الاقتصادية وزادت من التفاوت الطبقي، إلا أن هناك «عوامل داخلية وهيكلية» كان لها دورا أيضاً.
وكتب شمس أن توقع حياة أفضل بعد الاتفاق النووي هو «التوقع الصحيح» للإيرانيين بعد تحمل سنوات من المصاعب الاقتصادية. ونبه أيضا من «الاعتقاد أن إزالة العقوبات ستحل المشاكل الاقتصادية كافة،» علماً أن تدفق الأموال وجذب الاستثمارات الأجنبية بحاجة إلى «تخطيط دقيق وصحيح.»
وأضاف «الان العقوبات والضغوط الخارجية لم تعد موجودة لكي نلومها على عدم فعاليتنا،» مضيفاً إن «الآن هو الوقت المناسب للعمل على [حملة] الوعود والآمال.»
أما إحسان كياني فتناول في صحيفة مردم سالاري مصير ثلاثة من أكبر الفصائل السياسية في إيران عقب الاتفاق النووي وكتب إن المجموعة المحافظة «أنصار القائد» دعمت الإدارة، ولكن في حال فشل الصفقة يمكنها إلقاء اللوم على «المطالب المفرطة» للغرب، مضيفاً إن جبهة الصمود المتشددة، والتي «خاطرت بكل شيء في محاربة أمريكا،» قلقة بشأن التوصل الى اتفاق، فيما أضاف إن مصير إصلاحيي إيران المحاصرين هو الأكثر تعلقاً بالمفاوضات النووية.
وكتب كياني أنه إذا كان انتخاب روحاني قد نتج بجزء كبير منه عن تصويت الإصلاحيين، وسواء نجح روحاني أو فشل، مصيرهم مرتبط بمصيره لمجرد كونهم محافظين، سواء أرادوا ذلك أم لا، وهم متعلقون بسجل محمود أحمدي نجاد كرئيس. وكتب كياني أنه في حال التوصل إلى اتفاق نووي، سيطالب الإصلاحيون بمقابل لدعمهم.
في هذه النقطة، اختلف كياني عن معظم الكتاب الآخرين إذ بدلا من الضغط على روحاني، قال إنه يجب على الإصلاحيين أنفسهم أن يعالجوا موقفهم إذا كانوا يريدون دورا في الانتخابات البرلمانية 2016. تجدر الإشارة إلى أن الإصلاحيين قد قاطعوا انتخابات 2012 بشكل غير رسمي، رغم أن العديد منهم أدلوا بأصواتهم. كما يتوقع العديد من الكتاب الآخرين أن يوفي روحاني بوعده الذي يقضي بفتح الأجواء السياسية.
وكتب كياني أن كل القيود المفروضة على الإصلاحيين من قبل المتشددين تضعهم في موقف يحتم عليهم اتخاذ قرارات شجاعة بأنفسهم إذا كانوا يريدون البقاء داخل المشهد السياسي، بدلا من أن يكونوا مشاهدين غير فعالين.