تعد قضية رفع العقوبات الدولية على إيران من أهم جوانب المفاوضات النووية بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا (P5 + 1). وفيما تجري المحادثات النووية بسرية تامة، صدرت بعض التقارير المتضاربة حول كيفية إزالة العقوبات ووجوب إزالتها في مقابل أن تحد إيران من برنامجها النووي. وناقش المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي صاحب الكلمة الفصل بشأن البرنامج النووي مواقفه إزاء المحادثات وإزالة العقوبات النووية في خلال الخطاب الذي أدلاه لمناسبة السنة الجديدة الإيرانية في 21 آذار/ مارس.
وقال خامنئي "دائما ما يكرر الأمريكيون 'سوف نوقع العقد مع إيران ثم سنرى ما إذا سيتصرفون بناء على العقد، ثم سنقوم بإزالة العقوبات' وهذا أمر مرفوض وخاطئ." إن إزالة العقوبات جزء من المفاوضات، وليس نتيجة للمفاوضات. والمشاركون [في المحادثات] يعرفون حق المعرفة الفرق بين الاثنين.
"يجب رفع العقوبات حالما يتم التوصل إلى اتفاق ودون أي [تأخير]."
وفي حديث مع وكالة الانباء تسنيم لسعدالله زائري، المحلل الايراني الذي تم نشر عمله على موقع المرشد الأعلى وفي صحيفة كيهان المتشددة، قال زائري إن "أحد البيانات الهامة الصادرة عن المرشد الأعلى تفيد بإن إزالة العقوبات بند يجب أن يندرج في نص المفاوضات." مضيفاً "إلا أن الغرب حاول في الأشهر القليلة الماضية التذاكي لتجنب التزاماته وتصوير العقوبات على أنها مسألة وقت تتعلق بالتزامات إيران."
وقال زائري إن الغرب حاول جعل مسألة إزالة العقوبات "مسألة هامشية"، واقترح أن "تحد إيران من برنامجها النووي لمدة 10 أعوام على أن يمنح الغرب لدى انتهاء هذه المدة درجة النجاح لإيران فتتم إزالة العقوبات."
وقد صدرت أيضا تقارير تفيد بأنه من المحتمل إزالة العقوبات تدريجياً، وهو أمر سبق أن رفضه خامنئي في الماضي. وبالنظر إلى تعددية العقوبات التي يفرضها كل من الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد إيران، أقل ما يمكن أن يفعله المفاوضون النوويون هو اعتماد لغة معينة لدى التوصل إلى اتفاق نووي نهائي حول رفع العقوبات.
وقد أعرب خامنئي في خلال الخطاب الذي أدلاه لمناسبة عيد نوروز عن رفضه لإمكانية التعاون بين إيران والولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وفيما طرح البعض في واشنطن وأعضاء إدارة الرئيس حسن روحاني فكرة أن كلي البلدين لديهما مصلحة مشتركة في محاربة جماعة الدولة الإسلامية الإرهابية، ويمكن أن يتعاونا على هذه القضية، فعلّق خامنئي قائلاً "إن مفاوضاتنا مع أمريكا تقتصر على البرنامج النووي، وعلى الجميع أن يعلم ذلك. لن نتفاوض مع أمريكا في المسائل الإقليمية. أهداف الأمريكيين بشأن المسائل الإقليمية هي عكس أهدافنا تماما ففيما نسعى إلى نشر الأمن والهدوء في المنطقة، تقضي سياسة الولايات المتحدة في المنطقة على زعزعة الاستقرار.
"من المستحيل أن نتفاوض مع الأمريكيين بشأن المسائل الإقليمية والمحلية أو الأسلحة. ومفاوضاتنا معهم تقتصر على المسائل النووية وكيفية التوصل إلى استنتاج يخص المفاوضات النووية بشكل ديبلوماسي."