في الشارع التركي يتداخل صوت الدعاء إلى الصلاة الصادر من الجوامع مع نداءات الباعة في الشوارع. يتجوّل شباب حاملين صوانٍ يتصاعد منها بخار الطعام الساخن فوق رؤوسهم في الشوارع بين الناس لبيع "السميت"، خبز مدوّر مغطّس بالسمسم. يتردّد صراخهم في الشوارع ليصبح أحد أشكال الحياة اليومية في كل من زوايا تركيا. السميت هو خبز شائع يُتناول عند الفطور أو كوجبة صغيرة وغالباً ما يُؤكل وحده ويتماشى جيداً مع الشاي الأسود التركي والجبنة.
إذا طلبت من أي شخص تركي تسمية بعض المأكولات التركية، يكون السميت أحدها. ولكلّ مدينة وبلدة حتى نموذجها الخاصّ من هذا الخبز. ويفضّل كلّ شخص نكهة أو شكلاً معيناً من النكهات والأشكال المتنوعة. متحدّثةً للمونيتور، تقول الصحفية الأميركية المتخصّصة في الكتابة عن الطعام روبين إكهاردت التي أجرت بحوثاً لسنوات في تركيا حول النكهات المحلية المتميزة: "ما يدهشني في السميت هو أنه يبدو جزءاً لا يتجزأ من النظام الغذائي التركي اليومي. سافرت كثيراً إلى القسم الشرقي من البلاد لأستمدّ الإلهام لكتابي الجديد في الطهو، وحيثما ذهبت، وجدت السميت. بالطبع، يختلف السميت بحسب المنطقة، كسائر أنواع الخبز التركي. ففي أنطاكيا، تجد السميت كبيراً يتراوح قطره بين 20-24 سنتمتراً وهو رقيق جدّاً ويُباع مع صلصة الكمون والملح. في قسطموني، السميت حاف وغير مجدول ويشكّل أساس أي طبق شهي. يُنقع مع مرقة الدجاج ويُغمّس باللبن بالثوم ثمّ يُرشّ عليه اللحم المفروم المجفّف في الفرن ويُضاف الكاشو المكسّر على وجهه مع قطرات سخية من الزبدة المسمّرة."