يتوزّع الشيعة بين دول عدّة من شبه القارّة الهنديّة إلى شبه الجزيرة العربيّة ودول البحر المتوسّط، وهم ينتمون إلى قوميّات مختلفة ويمتلكون ثقافات متنوّعة، وأحياناً لديهم مذاهب دينيّة مختلفة. ولم يحدث تاريخيّاً أن جمعتهم حكومة واحدة وتمتّعوا بهويّة متماسكة تجعلهم كياناً اجتماعيّاً واحداً. ولكن ما حدث في الآونة الأخيرة من تصاعد التيّارات السلفيّة المعادية للشيعة أدّى بهم إلى ترك الخلافات والتّغاضي عن الفوارق والاصطفاف في محور واحد ضدّ التّهديد الذي يواجههم على حدّ سواء.
لقد لعب الاختلاف المذهبيّ بين الطوائف الشيعيّة المختلفة دوراً ملحوظاً في الابتعاد والخصام أحياناً، إذ انفصلت الطّائفة الشيعيّة الزيديّة في اليمن عن الطّائفة الشيعيّة الإماميّة الاثنيّ عشريّة في المناطق الشيعيّة الأخرى في شكل شبه كامل بحيث انقطع التّواصل بينهما طوال قرون متتالية. كما أنّ الخلافات بين المذهب الفقهيّ الأصوليّ والأخباريّ أدّى إلى صراعات متكرّرة في العراق خلال القرن الثامن عشر، خلّفت ضحايا أحياناً بسبب انجرار الخلافات الدينيّة إلى استخدام العنف من قبل الطرفين.