لم تزل العمليّة العسكريّة التي شنّها الجّيش العراقي في كانون الأول من العام الماضي في محافظة الانبار غرب العراق على "تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشّام" (داعش) سارية من دون أن يتقدّم أحد فيها حتّى الآن، إلا أن رقعة عمليات تنظيم "داعش" اتسعت لتشمل محافظات أخرى مثل ديالى وصلاح الدين ونينوى، ما اضطر الجيش إلى خوض نزاعات جديدة في مناطق متفرّقة.
وتتردّد انباء عن تسرّب مقاتلي "الدولة الإسلاميّة في العراق والشّام" مع النازحين إلى المحافظات السنيّة المتوتّرة أصلاً، ما تسبب بتوسيع رقعة العمليات العسكرية، وسط خشية من عدم تمكّن الجيش من القتال على كل تلك الجبهات.
وتشهد محافظة الأنبار 110 كم غرب العاصمة بغداد، عملية عسكرية واسعة تشارك فيها قطعات عسكرية ومروحيات قتالية إلى جانب مسلحين من العشائر تمتد حتى الحدود مع السورية، وأدت هذه العملية إلى مقتل عدد من افراد الجيش وتنظيم ما يسمى بـ"الدولة الاسلامية في العراق والشام".
وأعلنت القوات الأمنية في ديالى عن عملية عسكرية في 22 شباط باسم "ثأر الشهيد فاروق"
لملاحقة فلول تنظيمات "داعش".
ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مظهر الجنابي إن "معركة الجيش ليست محصورة في الانبار فحسب وإنما نصف العراق مشتعل حاليا".
ويبدي عضو ائتلاف القائمة العراقية اعتقاده بان "القوات الأمنية ليس لديها الإمكانات العسكرية التي تؤهلها لخوض الحرب على جبهات متعددة لأسباب منها عدم جاهزيتها العسكرية من حيث التدريب والتسليح وغيرها من الأمور".
ويؤكد الجنابي في حديث إلى المونيتور في 22 شباط أن "ظهور الجماعات الإرهابية في الانبار واستعراضاتها يدلل على ضعف الأجهزة الأمنية لاسيما قوات حرس الحدود"، وشدد على أن "الحكومة فشلت في إدارة الملف الأمني".
ويلفت الجنابي إلى أن "ما يجري في الانبار من قصف وقتل للمدنيين سوف يخلق جبهات شعبية أخرى ضد القوات الحكومية لاسيما من المواطنين المتضررين من جراء ذلك".
وتتخوّف الكتل السياسية من أن تؤدي الأعمال العسكرية إلى تأجيل الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في 30 نيسان المقبل، ويتمنّى الجنابي أن "تتغير الأوضاع خلال الأيام المقبلة لكي تكون الأجواء ملائمة لإجراء الانتخابات".
من جانبه، يقول النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي انه "لا توجد جبهات عديدة للجيش"، ويقول في حديث الى المونيتور 23 شباط ان "المحافظات الغربية والفلوجة هي الجبهة الوحيدة حالياً".
ويشير البياتي، وهو عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، إلى أن "ما يجري من عمليات إرهابية في محافظات صلاح الدين وديالى ونينوى ما هي إلا محاولة يائسة لتخفيف الضغط عن (داعش) في الانبار".
ويشدد على أن "الجيش العراقي يمسك الأرض"، ويستدرك البياتي بالقول ان "المعركة مع الإرهاب لن تنتهي بانتهاء واقعة الفلوجة وإنما ستستمر لفترة أطول".