أفادت وزارة الصحّة المصريّة أن 51 شخصاً على أقلّ تقدير لقوا مصرعهم وأصيب 268 آخر بجروح في الصدامات والاشتباكات التي دارت في الشوارع في 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري ما بين أنصار [الرئيس المصري المعزول محمد] مرسي الذين كانوا ينظّمون مسيرات احتجاجيّة وبين سكّان الأحياء التي كانت تمرّ فيها تلك التجمّعات وعناصر الشرطة. مخطئٌ من يظنّ أن هذه الأحداث أدّت إلى تعطيل احتفالات "يوم النصر" في مصر. فقد استمرّت الاحتفالات وكأنّ شيئاً لم يكن. وكأن ما من أحد أصيب حتى بجروح. وذلك لأن ثمّة عالمَين متوازيَين يتعايشان الآن في مصر في مشهد دموي. عالم "الإخوان المسلمين" الذين يتمسّكون بإعادة تنصيب مرسي ويعتبرون أن [الفريق أوّل عبد الفتاح] السيسي قاد انقلاباً دموياً، والعالم الذي يعيش فيه بقيّة المصريّين حيث السيسي بطل والإخوان خونة وقوّة احتلال طردها بطلهم الذي يعمل على تحرير سيناء وبقيّة أنحاء البلاد من الإرهابيّين. القواسم المشتركة بين الفريقَين تكاد تكون معدومة. ففيما يحتفل أحدهما مع الفرق الموسيقيّة والعروض الراقصة يدفن الآخر موتاه بينما يستعدّ للموجة المقبلة من الاحتجاجات لـ"كسر الانقلاب".
أتى العنوان الرئيسي لصحيفة "المصري اليوم" اليوميّة المستقلّة الأبرز في مصر، يوم الاثنين 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري "الشعب يحتفل... والإخوان يخرّبون". أما مقدِّمو البرامج الحواريّة في القنوات التلفزيونيّة الرسميّة والمستقلّة، فيحمّلون "الإخوان المسلمين" المسؤوليّة كلها، ويشبّهون عزلهم في 3 تموز/يوليو الماضي بتحرير سيناء بعد حرب تشرين الأول/أكتوبر! وقد أوردت تقارير صحافيّة أن مرسي أصيب بالاكتئاب عندما علِم أن أنصاره فشلوا في تنفيذ مخطّطاتهم باحتلال ميدان التحرير وميادين أخرى مستهدفة. إلى ذلك حضر [المشير حسين] طنطاوي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وجيهان السادات أرملة [الرئيس الراحل] أنور السادات الذي كان يتولّى رئاسة الجمهوريّة في مصر في خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر [1973] والذي اغتاله الإسلاميّون في العام 1981 بعد توقيعه معاهدة سلام مع إسرائيل، احتفالات الجيش التي قدّمت خلالها مجموعة من الفنّانين أوبريت دعماً للمؤسّسة العسكريّة. وبدت المفارقة واضحة أن تحضر احتفالات أكتوبر هذا العام السيدة جيهان السادات، بينما حضر قتلة زوجها احتفالات العام الماضي في معية مرسي والإخوان.