تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الغارة لبنانياً: 3 توقّعات بين السيء والأسوأ والكارثة...

A Syrian refugee boy shields himself from the rain with his jacket at a refugee camp in the city of Tyre in southern Lebanon January 31, 2013. Donor countries have pledged more than $1.5 billion to aid Syrians stricken by civil war, U.N. Secretary-General Ban Ki-moon said on Wednesday after warning that the conflict had wrought a catastrophic humanitarian crisis. REUTERS/Ali Hashisho (LEBANON - Tags: POLITICS CIVIL UNREST TPX IMAGES OF THE DAY) - RTR3D6R0
اقرأ في 

على الرغم من أن الضربة العسكريّة الأطلسيّة ضدّ سوريا ما زالت في دائرة الغموض إن لجهة مبدأ حصولها أو توقيتها أو نطاقها، إلا أنه يبدو واضحاً أن كل لبنان بات يعيش على إيقاعها. كلّ شيء في بيروت مجمّد، في انتظار الضربة.. حركة السير وعجلة الاقتصاد والوضع الأمني وخصوصاً الاتجاهات السياسيّة في بلد يعاني من كلّ الأزمات على كلّ تلك الأصعدة في وقت واحد. غير أن اللبنانيين يترقّبون بشكل عام الارتدادات الممكنة للضربة المحتملة بصورة رئيسيّة على المستويات الآتية:

أولاً، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. فهذان الوضعان مترابطان جداً وتاريخياً بين لبنان وسوريا. ثمّة اقتصاد طاغ مشترك وشبه موحّد ما بين لبنان وسوريا، في النقل والمواصلات والتجارة والسياحة والزراعة وقطاع البناء والصناعة وغيرها... وذلك منذ كانا بلداً واحداً في ظلّ الانتداب الفرنسي، ومنذ حافظا على "مصالح جمركيّة مشتركة" بعد استقلالهما وزوال ذلك الانتداب، وحتى بعد فصل ما كان يشبه وحدتهما الاقتصاديّة الموروثة في منتتصف خمسينيات القرن الماضي. في كلّ الحقبات والعهود، في فترات التوتّر كما في فترات الانفتاح، في ظلّ سيطرة سوريا على لبنان كما في ظل صراع البلدَين، كان هذا الترابط الاقتصادي والاجتماعي عنصراً ثابتاً في معادلة العلاقة بين البلدَين. هكذا، وفي ظل الحديث عن ضربة عسكريّة على سوريا، يحبس اللبنانيّون أنفاسهم: ماذا سيحصل عندنا؟ هل يتدهور وضع لبنان الاقتصادي من الركود الحالي إلى الجمود الكامل أو حتى إلى الكارثة؟ هل يتفاقم التراجع في أرقام النمو من نحو 1.5 في المئة إلى ما دون هذا الرقم؟ هل يكون أول صاروخ أطلسي على سوريا مثلاً، هو نفسه آخر رصاصة في رأس القطاع السياحي والخدماتي لبلد لا تبعد عاصمته أكثر من 90 كيلومتراً عن بعض المواقع المحتملة ضمن "بنك أهداف" الضربة؟ ثم ماذا عن تداعيات ذلك على اقتصاد يقوم بشكل أساسي على القطاع الثالث، اقتصاد ريعي لا تمثّل القطاعات الإنتاجيّة فيه إلا الجزء الضئيل من حركته؟ علماً أن توقيت هذا الترقب قد يكون الأسوأ. ويكفي دليلاً على ذلك أن الهيئات الاقتصاديّة في لبنان قد دعت إلى إضراب تحذيري في الرابع من أيلول/سبتمبر المقبل، احتجاجاً على الفراغ الحكومي المستمرّ منذ 22 آذار/مارس الماضي والذي ترك آثاراً اقتصاديّة سيّئة، قبل أن تحصل أي ضربة ومن دون حصولها.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.