داخل ممر طويل لا يتجاوز عرضه مترين، يتسلل شعاع ضوء خافت قادم عبر فتحة صغيرة في أعلى القبو، يدخل منها الطفل الفلسطيني محمد ليمشي آلاف الأمتار ويصل للطرف الآخر الذي يربط ذلك الممر المظلم بالحياة.
يبحث هذا الطفل كعشرات الأطفال الغزيين في "معابر الموت" أو كما يُطلق عليها الأنفاق الحدودية التي تربط رفح المصرية برفح الفلسطينية عن حقوق ضائعة وفقر دفعه للعمل بداخلها، رغم خشيته من انهيار النفق الذي يعمل فيه في ظل تعرض الأنفاق لحملة واسعة من الأمن المصري عبر إغراقها بمياه الصرف الصحي.