"مرة أخرى تقدم الطبقة السياسية نفسها إلى اللبنانيين في صورة العجز الكامل عن حل القضايا الشائكة، فخسرت كلها جولة جديدة أمام الرأي العام". هذه الصورة لخص بها سياسي لبناني فاعل لـ"المونيتور" التطورات التي تشهدها بلاده في مجالات متنوعة، عارضا حيرة مواطنيه الذين باتوا يشعرون بمزيج من ضياع وعدم شعور بالأمان ، قبل أن ينتقل إلى التفصيل.
السياسي يشغل موقعا في تحالف قوى 14 آذار يحول دون ذكر اسمه، تحاشياً للحرج من شمول انتقاداته جزئياً الجهة التي ينتمي إليها ، وهو قال إن الطبقة السياسية عجزت عن توفير الخدمات البديهية واليومية التي يحتاج إليها أي مواطن في أي بلاد، فقبل أيام أقفلت المستشفيات أبوابها أمام المرضى الذين يستشفون على حساب الضمان الإجتماعي، وكادت تقفلها في وجه الفقراء غير المضمونين والذين يتعالجون على حساب وزارة الصحة. وفي القطاع التعليمي ترهق المدارس الخاصة جيوب المواطنين ولا تستطيع السلطات المختصة فعل أي شيء للدفاع عنهم في وجه الجشع أو مساعدتهم، في حين أن الإدارة الرسمية غير قادرة على تلبية أبسط الخدمات للناس. والحكومة تنأى بنفسها حتى عن رعاياها، وهي تقف مكبلة ومذهولة أمام التفلت من سلطة الدولة والإنتهاكات لسيادتها من خلف الحدود السورية، فيما هي راضية بأن يرسل "حزب الله" طائرة إستطلاع فوق إسرائيل.