إنّها ليلة الجمعة في ضاحية بيروت الشّماليّة، وتصدح الموسيقى الأفريقيّة الغربيّة من ملهى "بلاي روم" اللّيلي الواقع خلف الطّريق السريع. أوّل الواصلين مجموعة من الشّباب اللّبنانيّين الذين يرتدون سراويل أفريقيّة ذات ألوان زاهية. أخرج فوزي، البالغ من العمر 19 عامًا، جواز سفره البوركينابي لتأكيد عمره؛ هو يحمل أيضًا الجنسيّة اللّبنانيّة، لكنّه فخور بارتباطه ببوركينا فاسو، بلده غير السّاحلي في غرب أفريقيا حيث ترعرع وحيث ما زالت تعيش أسرته. هذه المرّة الثانية التي يشارك فيها في "جنغل سفاري"، وهي حفلة تقيمها مرّة كلّ شهر تقريبًا مجموعة من الطّلاب اللّبنانيّين الذين تربطهم صلات وثيقة بغرب أفريقيا. أمّا ماريو، صديق فوزي، فلم يزر يومًا أفريقيا لكنّه تعلّم تقدير الموسيقى الخاصّة بها بفضل فوزي. وقد قال ماريو للمونيتور، "نحن نحبّ المكان هنا. لا توجد أماكن كثيرة مماثلة".
في "جنغل سفاري"، يحدّد حسن جمال، أو دي جاي آيس، نمط الموسيقى. نشأ جمال في أبيدجان بساحل العاج، وقال، "أرى عددًا كبيرًا من اللّبنانيّين الذي يأتون إلى هنا وهم لم يزوروا أفريقيا قطّ. يروق الأمر لهم، وينمو اهتمامهم فيه تدريجيًا". تجذب الحفلات حوالي 500 شخص يدفعون 40$ كرسم دخول يتيح لهم الحصول على مشروب مفتوح.