الجزء الأول: هل الشيخ تميم سيعيد التوازن للسياسة الخارجية لدولة قطر
كان قرار استبدال الشيخ حمد بن جاسم كرئيس تنفيذي لصندوق قطر السيادي، ملفتاً لأكثر من سبب. فهو الرجل الذي قام على مدى سنوات بهندسة سياسة قطر الاستثماريّة، طبعاً بتفويض من أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وإن جاء تعيين البديل سريعاً وحاسماً من حيث التوقيت والمدلولات، إلا أنه أتى متأنياً من حيث المضمون. فالشخص المختار أحمد السيّد، كان قد شغل منصب المدير التنفيذي لـ"قطر هولدينغ"، وهي الذراع الاستثماري للصندوق. ومن هنا، فإن الرجل معروف من قبل المصارف والمؤسّسات الماليّة وكافة شركاء الإنتاج الذين عرفوه كمقرّب من الشيخ حمد، وهو كان من ضمن فريق عمله. وما تعيينه سوى إشارة إضافيّة إلى استمرارية المؤسّسات السياسية كما الماليّة، ورسالة طمأنة إلى كافة شركاء الإنتاج مفادها أن عمليّة انتقال السلطات إلى جيل شاب تسير على قدم وساق، بهدوء وإنما بحزم، وتحمل في طيّاتها بذور تغيير وتحديث.