تقول إحدى الشخصيّات في "الجميلة والكلاب"، وهو أحدث فيلم للكاتبة والمخرجة التونسية كوثر بن هنية، بعصبية: "لمَ أطلقنا ثورة؟ لقد مات الناس من أجل حقوقهم". وهو يتوجّه بنبرته الصارمة إلى مريم، طالبة جامعية تعرّضت للاغتصاب ورفضت أن تبلّغ عن ذلك في مركز الشرطة.
حقّقت تونس تقدماً ملحوظاً في مجال حقوق المرأة في السنوات الماضية واستفادت من الربيع العربي إلى أقصى حد. وها هي الآن تُعتبر الدولة الأكثر تقدمية في المنطقة. بالتالي، يمكن تصنيف فيلم بن هنية الذي تدور أحداثه بعد محاكمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كعمل يروي أحداث فترة ماضية انتقالية، وكتحليل للرواسب البيروقراطية والشوفينية المتبقية التي تحتاج إلى استئصال تام في تونس.