مقاطعة الأزهر والكنيسة الولايات المتّحدة الأميركيّة: بين مساعي التدويل وغضب الرأي العامّ
دعت مشيخة الأزهر إلى مقاطعة المنتجات الأميركيّة، وأعلنت رفضها والكنيسة الأرثوذكسيّة استقبال نائب الرئيس الأميركيّ في زيارة له إلى القاهرة. ويتوقّع المراقبون أن يكون لمقاطعة المؤسّسات الدينيّة تأثير هامّ للضغط على الإدارة الأميركيّة لتعديل قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بينما يتوقّع آخرون أن يمرّ القرار مرور الكرام، وأنّ تلك الحملات محاولة لامتصاص غضب الرأي العامّ.
القاهرة – لم تقتصر تداعيات اعتراف الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب في 6 كانون الأوّل/ديسمبر 2017، بالقدس عاصمة لإسرائيل، على شجب العديد من الدول قراره وإدانتها له، بل امتدّت التداعيات إلى المؤسّسات الدينيّة وعلى رأسها الأزهر والكنيسة الأورثودوكسية الشرقية المصريّة. ولم تقتصر تحرّكات تلك المؤسّسات على الشجب والإدانة والتحذير، كما كانت البيانات الصادرة عن أغلب الدول، بل امتدّت لتكون مقاطعة صريحة ربّما لكلّ ما هو أميركيّ.
بدأت ردود فعل الأزهر الأولى في 6 كانون الأوّل/ديسمبر نفسه، عندما وصف شيخ الأزهر أحمد الطيّب في بيان رسميّ له، قرار ترامب بأنّه "يشكّل إجحافاً في حقّ الفلسطينيّين والعرب الثابت في مدينتهم المقدّسة وتنكّراً له، وتجاهلاً لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، وملايين المسيحيّين العرب، الذين تتعلّق أفئدتهم بكنائس القدس وأديرتها".