عين عيسى، سوريا – تتحمّل زيلان، وعمرها لا يتعدّى 21 ربيعاً، أعباء ثقيلة. فقد تزوّجت مرتَين في السابق من رجلَين عنيفَين، ولديها ابنة من كل زواج. لكنها تقول إنها تركت ذلك كله خلفها في مسقط رأسها على مقربة من الرقة، التي كانت عاصمة ما يُسمّى "الدولة الإسلامية" في سوريا قبل أن يتم تحريرها مؤخراً.
زيلان هي واحدة من نساء كثيرات ملتحقات بقوة مؤلّفة حصراً من نساء عربيات أنشئت في وقت سابق هذا العام كجزء من "وحدات حماية المرأة" الكردية السورية، وهي الميليشيا النسائية المشهود لها عالمياً التي أصبحت كابوس الجهاديين. تتحدّى هؤلاء المجنّدات الجديدات حدود المنظومة الذكورية الشديدة التجذّر في المجتمعات العربية، والأهم من ذلك، يضعن على محك الاختبار التعايش الصعب بين العرب والأكراد الذي يُراد منه أن يكون بمثابة برنامج عمل لمستقبل سوريا.