قال الشابّ باديس هلب الذي يبلغ من العمر 23 عاماً وهو عضو في حراك "آت ويلول" (شعب زوارة) في مدينة زوارة الساحليّة في شمال غرب ليبيا ذات الأكثريّة الأمازيغيّة: "إذا أردنا إعادة بناء الدولة الليبيّة، علينا البدء بحماية الكرامة الإنسانيّة. وبالتالي، وإن كان علينا النضال من أجل حياتنا في ظلّ الفوضى في ليبيا، لا يمكننا تجاهل اللاجئين والمهاجرين الذين ما زالوا يموتون في البحر أمام شواطئنا".
يتألّف "آت ويلول" و"أزريف" (حقوق)، وهو حراك آخر من المجتمع المدنيّ، من 30 عضواً تقريباً من رجال ونساء تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً. وقد اضطلعت هاتان المنظّمتان بدور مهمّ في دفع بلديّة زوارة إلى اعتقال الأشخاص الذين يهرّبون المهاجرين، في سياق مبادرة تهدف إلى منع الهجرة غير الشرعيّة من ساحل زوارة الممتدّ على طول 75 كيلومتراً في شمال غرب ليبيا. وبحسب الأرقام الرسميّة لبلديّة زوارة، يقدَّر عدد سكّان المدينة الليبيّة الأمازيغيّة بـ 60 ألف نسمة في المنطقة الممتدّة من راس جدير على الحدود التونسيّة الليبيّة إلى مدينة صبراتة، وهي المدينة الأولى الواقعة شرق زوارة. يشار إلى أنّ الأمازيغ، وهي كلمة تعني "البشر الأحرار" أو "الرجال الأحرار"، المعروفون أيضاً باسم "البربر"، هم سكّان شمال إفريقيا الأصليّون ويشكّلون 5% من مجموع سكّان ليبيا.