باءت محاولة الانقلاب العسكري ضد الحكومة التركية يوم الجمعة الماضي بالفشل على ضوء التضامن والوحدة اللذين أظهرتهما البلاد التي تعاني أصلاً من انقسامات شديدة. شكّلت مظاهر الوحدة النادرة، التي تجلّت أيضاً لدى أحزاب المعارضة ووسائل الإعلام التي تنتقد الحكومة، بارقة أمل بإمكانية حدوث بعض الانحسار في الاستقطاب الذي تعاني منه تركيا منذ وقت طويل. بيد أن آفاق المصالحة ومصير الديمقراطية المشلولة في تركيا لا تزال ملتبسة وضبابية إبان الاضطرابات التي شهدتها البلاد، ويبقى الرئيس رجب طيب أردوغان صاحب الكلمة الفصل.
قبل أيام من المحاولة الانقلابية الفاشلة، وجّه عضو بارز في "حزب العدالة والتنمية" الحاكم نداء لافتاً مشيراً إلى أن اتفاقات رأب العلاقات مع روسيا وإسرائيل يجب أن تُستتبَع بجهود لمعالجة الانقسامات الداخلية. فقد قال جميل جيجك، المؤسس المشارك لـ"حزب العدالة والتنمية" ورئيس البرلمان التركي سابقاً، في مطلع تموز/يوليو الجاري: "حان الوقت لمضاعفة أعداد الأصدقاء في الداخل"، في إشارة إلى شعار أنقرة الجديد "أصدقاء أكثر، أعداء أقل" في المنطقة.