بيروت – أكثر من 14 شهراً مرّ على اختطاف العسكريّين اللبنانيّين لدى "جبهة النصرة" و"داعش" خلال المعركة التي خاضها الجيش اللبنانيّ ضدّ التنظيمين الإرهابيّين في عرسال وجرودها في آب/أغسطس 2014. وعلى الرغم من أنّ "جبهة النصرة " أفرجت عن بعضهم على دفعات متتالية، ما زال التنظيمان يحتجزان 25 عسكريّاً، 16 منهم لدى "جبهة النصرة"، و9 لدى "داعش" . إثر عمليّة الخطف، توالت المساعي والجهود من قبل اطراف متعددة للإفراج عنهم، أبرزُها هيئة العلماء المسلمين، ثم شيخ من التيار السلفي يُدعى وسام المصري، ثم نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي، من دون الوصول الى اي نتيجة. ثم تشكّلت في 31 آب 2014 خليّة أزمة وزاريّة لمتابعة الملفّ عقدت سلسلة اجتماعات من دون إحراز أيّ تقدّم، في وقت تولّى المدير العام للأمن العام اللبنانيّ اللواء عبّاس ابراهيم التفاوض عبر الوسيط القطريّ مع "جبهة النصرة"، في اواخر آب 2014.
إثر اختطاف أبنائهم، نفّذ أهالي العسكريّين سلسلة تحرّكات، بدءاً بقطع طريق ضهر البيدر الدوليّة التي تربط بيروت بالبقاع مرّات عدّة، مروراً بقطع طرقات أساسيّة وحيويّة في مختلف المناطق اللبنانيّة، وصولاً إلى نصب خيم في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت وملازمتها في شكل يوميّ ومستمرّ حتّى الآن، إلى جانب قطع طرقات وسط بيروت بين الحين والآخر. لكن، في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، أعلنوا وقف كلّ التحرّكات في الشارع والتزام خيمهم بعدما نالوا اطمئنانات من الجهّات الرسميّة اللبنانيّة بأنّ ملفّ أبنائهم ما زال يتابع والأجواء إيجابيّة.