يعتبر سكرتير اللجنة المركزيّة لحزب يكيتي الكرديّ في سوريا ورئيس المجلس الوطنيّ الكرديّ في سوريا حاليّاً السيّد ابراهيم برّو أحد أبرز النشطاء والمعارضين للنظام السوريّ، وخصوصاً بعد الإعلان عن حزب يكيتي الكرديّ في سوريا في عام 2000، وأحد أبرز المعتقلين في سجون النظام السوريّة.
وفي لقاء حصريّ لـ"المونيتور" معه، يتحدّث السيّد برّو عن الواقع الحاليّ للأكراد في غرب كردستان.
المونيتور: ما الذي حقّقته الأحزاب الكرديّة في سوريا بصفتها معارضة للنظام السوريّ منذ اندلاع الثورة؟
برّو: كانت معارضتنا للنظام السوريّ امتداداً لمعارضتنا له منذ أكثر من 50 عاماً. كنّا دائما نطالب بحقوق الشعب الكرديّ. وفي الثورة السوريّة، كان لدينا موقع هامّ في المعارضة السوريّة، حين لم تكن أيّ من المحافظات السوريّة، ومكوّنات الشعب السوريّ معارضة للنظام. كنّا نعمل ضمن صفوف المعارضة أثناء اندلاع الثورة السوريّة، وكنّا في الصفوف الأماميّة لهذه الثورة لتغيير النظام السوريّ والإتيان بنظام ديمقراطيّ يضمن حقوق كلّ مكوّنات الشعب السوريّ القوميّة، الدينيّة، المذهبيّة والسياسيّة أيضاً.
المونيتور: لقد طالبتم النظام السوريّ بالاعتراف بالشعب الكرديّ في الدستور ولكنّكم في الوقت نفسه رفضتم الاجتماع بالرئيس السوريّ. هل تغيّرت المعطيات في شأن الاعتراف بالأكراد من الجانب السوريّ؟
برّو: لقد تعاملنا في بداية الثورة مع الوضع السوريّ في شكل عام، وليس انطلاقاً من المصلحة الكرديّة الخاصّة. كنّا نتوقّع مثل بقيّة المعارضة السوريّة، ودول الجوار أنّ النظام السوريّ سينتهي خلال أشهر، وكان لا بدّ أن نكون ضمن صفوف المعارضة، وخصوصاً أنّ النظام لم يبادر من جانبه إلى الإعلان عن الاعتراف الدستوريّ قبل مطالبتنا باللقاءات ولم يبد حسن نيّة أبداً. فقط طلب اللقاء مع الحركة الكرديّة وطالب الأكراد بأن يكونوا على حياد بينه وبين الثورة السوريّة.
المونيتور: كيف هي علاقتك بحزب الاتّحاد الديمقراطيّ الذي أعلن الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة بالتحالف مع بعض القوى الأخرى في المنطقة؟ وما رأيك في هذا الحكم وقوانينه؟
برّو: حاولنا كثيراً توطيد علاقتنا مع حزب الاتّحاد الديمقراطيّ، وكانت لدينا اتّفاقات عدّة معه. لكنّ هذا الحزب بحكم علاقاته الوطيدة مع النظام السوريّ، لم يلتزم بأيّ اتّفاقيّة بيننا وبينه كونه مرتبط بالتزامات مع النظام السوريّ. نحن كالمجلس الوطنيّ الكرديّ، كانت لدينا اتّفاقيات واضحة في خصوص حقوق الشعب الكرديّ. حتّى الآن، كلّ الاتّفاقيّات التي أبرمت بين المجلس الوطنيّ الكرديّ وحزب الاتّحاد الديمقراطيّ لم تنفّذ بسبب الاتّفاقيّات التي بينه و بين النظام السوريّ.
المونيتور: اتّهمكم حزب الاتّحاد الديمقراطيّ وحلفاؤه بأنّكم تخضعون إلى سيطرة تركيا منذ انضمامكم إلى المعارضة العربيّة. كيف تردّون على هذه الاتّهامات؟
برّو: هذه ليست حقيقة. هم أيضاً جزء من هيئة التنسيق الوطنيّة لقوى التغيير الديمقراطيّ. وهذا الهيئة ليس لديها أيّ موقف واضح من القضيّة الكرديّة. على عكس ذلك، هناك مواقف أكثر وضوحاً في الائتلاف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة السوريّة. وقد انضمّ المجلس الوطنيّ الكرديّ إلى الائتلاف السوريّ المعارض، ليس بدلالة تركيا أو أيّ دولة أخرى أو بضغط من أحد. نحن نعتبر تركيا دولة جارة. لكنّنا انطلقنا من المصلحة السوريّة، ومن المصلحة الكرديّة في كردستان سوريا بانضمامنا إلى المعارضة السوريّة وتوقيع وثيقة بيننا وبينها ببنود واضحة تعترف بحقوق الشعب الكرديّ.
المونيتور: لقد أعلنتم إنشاء المجلس الوطنيّ الكرديّ في سوريا بصفته حركة سياسيّة كرديّة، فما هو الهدف من وراء هذا الإعلان؟ هل نجحتم في توحيد الأحزاب الكرديّة تحت تلك المظلّة؟
برّو: هناك بعض الإيجابيّات وبعض السلبيّات في الإعلان عن المجلس الوطنيّ الكرديّ، وقد توحّدنا في المجلس الوطنيّ الكرديّ اختصاراً للعمل الفرديّ للأحزاب. وفي الوقت نفسه، كانت هناك خسارة في هذا الإطار مع ظهور بعض التعطيل ضمن العمل الجماعيّ. وتمّ تأخير العمل في الكثير من المجالات، لكن في المحصّلة، نحن نعتبر المجلس الوطنيّ الكرديّ عنواناً لحلّ القضيّة الكرديّة، وسنستمرّ في هذا الطريق.
حاليّاً، المجلس الوطنيّ الكرديّ في طور التفعيل في شكل جيّد سياسيّاً، وسنعمل على العمل العسكريّ حسب قرار المؤتمر السادس للمجلس الوطنيّ الكرديّ، كونه لدينا قوّة عسكريّة مكوّنة من عدّة آلاف من البيشمركة المدرّبين الجاهزين في إقليم كردستان العراق. وأعتقد أنّ الوضع سيتغيّر خلال الفترة المقبلة.
المونيتور: لقد رفضتم سابقاً الانضمام إلى مظلّة المعارضة العربيّة، أمّا الآن فقد أصبحتم جزءاً من الائتلاف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة السوريّة . هل تمّ الاعتراف بكم باعتباركم قوميّة كرديّة وانضميّتم إلى الائتلاف نتيجة ذلك؟
برّو: كان خلافنا مع المعارضة العربيّة دائماً في هذا الاعتراف بالحقوق القوميّة للشعب الكرديّ، في خصوص موقف واضح منها، وحلّ القضيّة الكرديّة في سوريا حلاًّ سياسيّاً. وبموجب الوثيقة الموقّعة بيننا و بين الائتلاف، هناك بنود واضحة بالاعتراف بالقوميّة الكرديّة وفي شكل النظام المقبل للدولة السوريّة.
المونيتور: ما هو مستقبل المنطقة الكرديّة في سوريا؟ وهل ما زلتم تدعون إلى نظام فيدراليّ في مرحلة سوريا ما بعد الأسد؟ هل لديكم مشاريع سياسيّة في المستقبل؟
برّو: نحن نصرّ على هذا المطلب، لأنّ المطلب الفيدراليّ هو الضمانة الوحيدة لضمان حقوق كلّ مكوّنات الشعب السوريّ القوميّة والمذهبيّة والدينيّة. وبعد كلّ هذا القتل والتدمير، لا يمكن لسوريا أن تكون مركزيّة مثل العهود السابقة. وأعتقد أنّ هناك مستقبلاً جيّداً لمناطقنا الكرديّة في حال اتّفاق المجلس الوطنيّ الكرديّ وحزب الاتّحاد الديمقراطيّ، وستكون هناك مكاسب كثيرة لشعبنا في مناطقه، وإن لم يتمّ الاتّفاق، ستكون لدينا خيارات أخرى للعمل داخل المناطق الكرديّة.
المونيتور: هل تتوقّع بقاء بشّار الأسد طويلاً؟
برّو: لا أتوقّع بقاء الأسد طويلاً، ولا بدّ من إيجاد حلّ دوليّ وإقليميّ لتغيير رأس هرم النظام، مثلما تمّ تغيير نوري المالكي في العراق. فلا بدّ من إنهاء رأس الهرم في سوريا.
لا يزال المجلس الوطنيّ الكرديّ في سوريا يحاول البحث عن مخارج من أزمته الداخليّة، وخصوصاً بعدما انفصل بعض الأحزاب الكرديّة عنه، والتحقت بحزب الاتّحاد الديمقراطيّ واعترفت بمشروع الإدارة الذاتيّة، كونها المنفذ لحصول الأكراد على بعض من حقوقهم القوميّة في ظلّ معارضة ترفض الاعتراف بالحقوق الكرديّة، ونظام لم يبادر حتّى الآن في أيّ تصريح في خصوص الوضع الكرديّ في كردستان سوريا.