أحد أقدم التّقاليد الإسرائيليّة هي التّعرّف إلى البلاد سيرًا على الأقدام، ويعود تاريخ هذا التقليد إلى الأيّام التي تلت إنشاء الدّولة، عندما كان الشّباب والجنود يذهبون في رحلات طويلة سيرًا على الأقدام في كافّة أنحاء البلاد. وهذا في الواقع بمثابة البقرة المقدّسة التي لا يزال يبجّلها المجتمع الإسرائيلي. هذه إحدى القيم الاجتماعيّة القديمة النّادرة التي لم تضمحلّ بعد. وعلى ضوء ذلك يستمرّ كلّ من النظام التعليمي، والحركات الشبابيّة وكثير من الأنظمة الأخرى باستعمال ذلك لتثقيف الشّباب، كما يمارسه الكثير غيرهم من الإسرائيليّين.
تكثر في المواقع الطّبيعيّة المتعدّدة في البلد المسارات المميّزة المناسبة للسير على الأقدام والتي يتنوّع طولها ومستوى صعوبتها. لكنّ الأبرز من بين هذه المسارات هو المسار الوطني الإسرائيلي الذي يعبر البلاد على طولها، من جبل الشيخ في الشّمال، وصولاً إلى ايلات على ساحل البحر الأحمر. يبلغ طول المسار حوالي 1,000 كيلومتر، ويستغرق عبوره من بدايته إلى نهايته معدّل شهرين تقريبًا.