يمتلك المجتمع الشيعيّ تماسكاً دينيّاً أكبر من نظيره السنيّ. وقد أثار ذلك تساؤلات كثيرة لدى المرجعيّات السنيّة، منها ما صرّح بها رجل الدين السنيّ العراقيّ البارز الشيخ أحمد الكبيسي في شهر يونيو من هذا العام تعقيباً على فتوى السيستاني في وجوب الدفاع عن العراق ضدّ هجمات متشدّدي السنّة: "إنّ الشيعة لديهم مرجعيّة عظيمة، تقول وتأمر فتطاع؛ ولكن السنّة ليس لهم قيادة ومرجعيّة، ولن يكون لهم ذلك."
لا تمتلك المؤسّسة الدينيّة الشيعيّة نظاماً كهنوتيّاً على غرار ما هي عليه المؤسّسة الكاثوليكيّة في الفاتيكان، ولكنّها في الوقت نفسه تربطها علاقات متينة مع قاعدتها الشعبيّة؛ بحيث يمكنها أن تحرّك الملايين من أتباعها بإصدار فتوى واحدة. وقد لعبت المرجعيّة دورها التاريخيّ البارز في المجتمعات الشيعيّة من خلال هذه السلطة الاجتماعيّة والروحيّة العليا التي تمتلكها القيادات الدينيّة على أتباعها.