تبدو التساؤلات عن مصير الميليشيات الشيعيّة التي تقاتل في سوريا إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد انتهاء الأزمة السوريّة، مشروعة.. لا سيّما وأن أعداد المقاتلين في هذه الميليشيات التي تتشكّل من 14 فصيلاً، (http://goo.gl/GBBFsj) كبيرة. ويبدو أن للتساؤلات مغزى أكبر حين تظلّ الأزمات الأمنيّة في العراق تتفاقم من دون أن تجد الحكومة العراقيّة أي حلول لها.
ويبدو إرسال المقاتلين العراقيّين للقتال في سوريا مستمراً، إذ ما زالت صور القتلى الذين سقطوا هناك تعلّق في ساحات المدن العراقيّة الشيعيّة أمام أعين الحكومة والأحزاب السياسيّة، ومن دون اتخاذ أي خطوات للحدّ من هذه الظاهرة. ويذهب عدد كبير من السياسيّين إلى اتهام الأحزاب الشيعيّة بإرسال هؤلاء المقاتلين إلى سوريا.
ويشدّد النائب عن ائتلاف "العراقيّة" وليد المحمدي على أن "الحكومة هي التي تؤمّن ذهاب المقاتلين للالتحاق بالميليشيات الشيعيّة التي تقاتل في سوريا إلى جانب حكومة بشار الأسد"، مشيراً إلى أن "صور القتلى المنتشرة في شوارع البلاد تُعدّ دليلاً واضحاً على تورّط الحكومة في هذه العمليّة".
ويقول المحمدي في حديث إلى "المونيتور" إن "الفصائل المسلحة العراقيّة الموجودة في سوريا وبعد انتهاء الأزمة السوريّة، ستعود إلى العراق وستخلق حالة من الفوضى، لا سيّما وأن هذه الفصائل تابعة لجهات مختلفة لها أذرع سياسيّة".
ويتوقّع دخول هذه الفصائل في "صراع شديد على السلطة، ما سيزيد من إرباك الوضع الأمني"، مشدداً على ضرورة "محاسبة كل شخص ذهب للقتال في سوريا، لا سيّما وأن إرسال المقاتلين إلى دول أخرى يُعدّ انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي".
من جهته، يرى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابيّة شوان محمد طه أن "وجود الفصائل المسلحة العراقيّة سواء في داخل البلاد أو في سوريا، يُعتبَر مؤشراً خطيراً على الوضع الأمني". ويشير إلى أن "هذه الميليشيات تهدّد أمن العراق واستقراره، وتهدّد كذلك الوضع الاقتصادي والسياسي".
ويرفض النائب الكردي في حديث إلى "المونيتور" الخوض في موضوع الميليشيات الشيعيّة الموجودة في سوريا، واصفاً الأمر بأنه "حساس للغاية".
إلى ذلك، يقول الكاتب والصحافي قاسم السنجري إن "عودة المحاربين من ميادين القتال الخارجيّة إلى البلد الأم ليست عودة طبيعيّة، بل هي ستحمل في طيّاتها بذرة أجواء الحرب".
ويتابع السنجري أن "المقاتل العقائدي سواء عاد منتصراً أو مهزوماً، سيحاول تكرار التجربة مرّة أخرى. فإن لم يجد ساحة قتال تحقّق له مبتغاه سيقوم بخلق هذه الساحة في بلده".
ويشير السنجري في حديث إلى "المونيتور" إلى أن "كثيرين ممن عادوا إلى بلدانهم المختلفة، رافقهم شعور بالغربة بعد عودتهم لأنهم فقدوا الإيقاع الذي اعتادوا العيش عليه. فليس من السهل عليهم العودة والاندماج في المجتمع الذي هو بطبيعة الحال سيكون مخالفاً لأفكارهم وعقائدهم".
ويلفت السنجري إلى أن "عودة المقاتلين هي عمليّة انتقال لفيروس الحرب من بلد إلى آخر، عبر جسم حاضن لداء الحرب".