الطلاب هم وقود اي ثورة، والنظم الحاكمة دائما ما يخافون من رد الطلاب لانهم من يحركون الجماهير ويشعلون الشارع، هكذا يقول هشام اشرف رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة.
يقول محمد عبد السلام الباحث عن الحريات الطلابية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، ان الحركة الطلابية في مصر برزت خلال فترة السبعينات اثناء حكم الرئيس السادات وكان لها دور كبير في تحريك الشارع للنزول والضغط على الجيش للقيام بعمل عسكري ضد الاحتلال الاسرائيلي لسيناء، في وقت لم يكن الرئيس ينوى القيام بأي خطوة تجاه اسرائيل على حد تعبيره.
ويضيف عبد السلام ان معظم القيادات السياسة على الساحة المصرية الان هم نتاج الحركات الطلابية داخل الجامعات أمثال الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح رئيس حزب مصر القوية وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة.
لكن الحركة الطلابية ضعفت خلال فترة التسعينات وفق كلام عبد السلام نتيجة القمع الشديد والتضيق على الحريات الذي عانت منه مصر في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وعدم وجود وسائل اتصال بين الشعوب كما هو الحال الان حيث يستطيع الشباب التواصل مع بعضهم من خلال "الفيس بوك" و"تويتر" بعيدا عن سيطرة الدولة والاعلام الحكومي وكذلك التواصل مع نظرائهم في كل دول العالم ونقل الانشطة السياسية وتبادل المعلومات.
التضييق الامني انتج «اتحاد الطلاب الحر»
ونظرا لما يمثله الحراك الطلابي من خطر على اي سلطة قمعية، سعت الحكومات المتعاقبة خلال فترة حكم مبارك الى السيطرة على الجامعات، فعمدت الى زرع الامن داخل الحرم الجامعي، الذي كان يقوم بمتابعة اي تحركات احتجاجية او مظاهرات، كما تدخلت في شئون الاتحادات الطلابية ومنع عدد من الانشطة الطلابية، ووصلت في بعض الاحيان تزوير انتخابات الاتحادات، بحسب ما تقول علياء عبد الفتاح عضو سابق باتحاد طلاب جامعة القاهرة.
وتضيف علياء ان الاسباب السابقة الذكر اضطرتها وعدد من الطلاب في عام 2006 الى تأسيس اتحاد مواز للاتحاد الرسمي اطلقوا عليه اسم "الاتحاد الحر"، وهي الفكرة التي تم تعميمها على باقي الجامعات المصرية، فكان الطلاب يجرون انتخاباتهم وينفذون كافة الانشطة التي يريدونها دون العودة الى المسئولين عن النشاط الطلابي داخل الكليات.
الحراك الطلابي خلال ثورة 25 يناير
يؤكد احمد عبد الجواد مسئول فريق طلاب الجامعات بجماعة الاخوان المسلمين خلال ثورة 25 يناير ان الحراك الطلابي خلال الثورة كان قويا ومؤثرا نظرا لاتحاد كل القوى السياسية الطلابية على هدف واحد وهو اسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، فامتنع كثير من الطلاب عن الذهاب للجامعات واضرب عدد من الاساتذة عن العمل، فاستطاعت القوى كافة حشد الطلاب من كافة التيارات السياسية والنزول بهم الى الشارع.
لكن يؤكد محمود صفوت عضو مكتب التيار الشعبي ان قدرة الطلبة على تحريك الشارع بعد ثورة يناير اقوى من ما كانت عليه قبل واثناء الثورة، لان الشعب المصري كله شارك في ثورة يناير ولم يكن بحاجة الى من يحفزه على النزول، وبعد تولي الرئيس المعزول محمد مرسي رئاسة البلاد الحركات الطلابية الى فئتين احداهما مؤيدة لمرسي، والأخرى رافضه له، برز دور طلاب الجامعات في العمل السياسي وتنظيم الاحتجاجات الرافضة للممارسات السلطة وللتعامل الامني مع الطلاب.
وعلى الرغم من ان انشقاق الصف الطلابي ظل مستمرا حتى بعد رحيل مرسي، واتساع دائرة الاحتجاج بين مؤيدي الرئيس المعزول، احتجاجا على ممارسات السلطة ضدهم، فيما يتظاهر طلاب الحركات اليسارية والليبرالية احتجاجا على قيام قوات الامن باعتقال زملائهم، الا ان هشام اشرف رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة يرى ان الطلبة سيتوحدون من جديد على هدف واحد وهو اخراج قوات الامن من الجامعات مرة اخرى.
تطور الصراع مع قوات الامن عقب 30 يونيو
ولم تقف حدود المواجهة بين الطلاب والسلطات المصرية عقب 30 يونيو الى مظاهرات طلابية قد تتعرض الى الهجوم من الشرطة في حال خروجها عن الحرم الجامعي، بل تعداه الى اقتحام قوات الامن لحرم الجامعات بل والى المدن الجامعية حيث يسكن الطلاب، مدعومة بالأسلحة والمدرعات، وهو ما حدث في المدينة الطلابية بجامعة الازهر منتصف ليل 21 نوفمبر 2013، وادى الى اشتباكات بين الطرفين انتهت بمقتل طالب بكلية الطب نتيجة اصابته بطلق في الرأس بحسب ما ذكرت وزارة الصحة المصرية.
وقد قال علاء عبد الفتاح الناشط السياسي على صفحته على موقع "فيس بوك"، ان ما حدث من قوات الامن سيعيد ترتيب الصف الطلابي من جديد، فالطالب لا يتعامل مع زملائه على اساس المذهب السياسي، فلا فرق لديه بين زميل اخواني او يساري او ليبرالي، ولن يسكت على اقتحام الامن للجامعات واعتقال وتعذيب زملاءه.