تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

روحاني ، سليمان واستراتجية الإعتدال

Lebanon's President Michel Suleiman speaks during a ceremony marking the 67th Army Day, at a military academy in Fayadyeh, near Beirut, August 1, 2012. REUTERS/Dalati Nohra/Handout (LEBANON - Tags: ANNIVERSARY POLITICS MILITARY) FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS - RTR35TE4
اقرأ في 

زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إلى إيران مطلع هذا الأسبوع وحضوره مراسم تادية اليمين الدستورية للرئيس الإيراني حسن روحاني ملفتة على أكثر من صعيد. فالرجلان وإن فرقتهما المسافات واللغة إلا أن بعض أوجه الشبه بينهما تستدعي الإنتباه، خاصة لجهة الأسلوب الذي إتخذه كل من الرجلين لنفسه، والظروف المحيطة به كما والدور الملقى على عاتقه. فالرئيس الإيراني، أو "الرئيس المعتدل" كما يحلو لوسائل الإعلام أن تلقبه، جعل من الإعتدال خطاً تماهى معه حتى حمله إلى سدة الرئاسة بدعم وزخم شعبيين حملا أكثر من دلالة حول حيوية المجتع الإيراني ورغبته في الإصلاح. كما وشكل وصوله إلى سدة الرئاسة زلزالاً حقيقياً ليس فقط بسبب النتيجة التي حققها ومنذ الدورة الاولى لعملية الإقتراع، وإنما للفارق الشاسع في النتيجة بينه وبين باقي المرشحين لا سيما المرشحين المحسوبين على الحرس الثوري واللذين توليا قيادته العسكرية : محمد رضائي ومحمد غاليباف.

أما الرئيس اللبناني حمله الإعتدال أيضاً إلى الموقع الأول في الجمهورية اللبنانية بعدما تعمق الخلاف ما بين فريقي 14 و 8 آذار حتى بات من المتعذر التوافق على شخصية أخرى لقيادة البلاد. وقد طور الرئيس سليمان مبدأ الإعتدال وجعل منه قاعدة لسياسته في الداخل كما في الخارج فحوله إلى عقيدة أضحت عنواناً لعهده، أطلق عليها اسم الحياد إيجابي، توجّها ب"إعلان بعبدا"، وثيقة إتخذت طابعاً ميثاقياً بعد ما نالت موافقة كافة الأفرقاء السياسية المتصارعة على الساحة الداخلية. والمقصود بالحياد الإيجابي هو تجنيب لبنان أعباء الصراعات الإقليمية بعد ما إمتددت نيرانها إلى داخله وراحت تهدد نسيجه الإجتماعي بالتفتت وذلك في ظل تنامي الحروب المذهبية والصراع السني الشيعي على وجه التحديد. أما الوجه الإيجابي لهذا الحياد فيقضي بإلتزام القضايا المحقة ولكن من غير أن يفضي ذلك إلى الإنزلاق نحو المواقف التصعيدية أو الصراعات العسكرية التي تفوق قدرة البلد الصغير على التحمل لا بل تتناقض ورسالته التاريخية.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.