تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرسائل الصاروخيّة: لبنان في خطر

Lebanese Army Commander General Jean Kahwaji (L) and Army Chief of Staff General Walid Salman attend a graduation parade for Lebanese officer cadets at a military academy in Fayadyeh, near Beirut, marking the 68th Army Day, August 1, 2013.  Lebanon's defence minister extended the term of the army chief on Wednesday to avoid a vacuum in military leadership at a time when the country is facing violence linked to Syria's war and political paralysis. The extension by two years of Army Chief Jean Kahwaji's posti
اقرأ في 

مرّة أخرى في خلال نحو خمسة أسابيع، تسقط وجبة من الصواريخ مجهولة المصدر في منطقة تحفل برمزيات حسّاسة. الوجبة الأولى قبل أشهر طالت منطقة في الضاحية الجنوبيّة (حيّ الشياح) تتّصف بأنها معقل شعبي لكلّ من حركة أمل وحزب الله. والوجبة الأخيرة استهدفت منطقة تضمّ مقرّات للجيش اللبناني وتُعتبَر ضمن حرم القصر الجمهوري، مقرّ إقامة رئيس الجمهوريّة. ومن حيث المبدأ بدا أن الرسالة الأولى موجّهة إلى حزب الله كتحذير له من الثمن الذي سيكون عليه دفعه، لقاء مشاركته في القتال في سوريا إلى جانب النظام. أما الرسالة الأخيرة فهي تتّسم بأنها حمالة أوجه: ففيها تحذير لقائد الجيش العماد جان قهوجي من أن استمراره في مقاومة الإرهاب السلفي سيكون له ثمن أيضاً، كذلك تضمّنت تحذيراً إلى رئيس الجمهوريّة من أن استمراره في رفع الصوت ضدّ سلاح حزب الله لن يمرّ من دون عقاب، بالإضافة إلى رسالة ثالثة تهدّد مجمل منظومة الأمن في لبنان. والملاحظ أن كلّ واحدة من الرسائل الثلاثة تناقض الأخرى، لجهّة أنها توحي بأن الجهّة التي وجّهتها ليست واحدة. ومن هنا يذهب الظن إلى أن طرفاً ثالثاً دخل على الخط، ليستغلّ حالة خلط الأوراق السياسيّة الجارية في البلد والاستثمار في بيئة التوتّر الشديد الذي يمرّ به .

ثمّة فوارق بين عمليتَي إطلاق الصواريخ، السابقة التي استهدفت الضاحية قبل أشهر والحاليّة التي استهدفت المتن الجنوبي حيث مقرّات الجيش والقصر الجمهوري. الفارق الأبرز هو أن مطلقي الصواريخ هذه المرّة لم يتركوا خلفهم منصّات إطلاقها، ما يعني أنهم تحرّكوا بهدؤ وبثقة وبحريّة. أما الفارق الآخر وليس الأخير، فيتمثّل بأن توقيت إطلاقها جاء في ليلة أنهت يوماً من الاحتفال بمناسبة عيد الجيش حضره معظم أركان الدولة، ما طرح سؤالاً مفاده ماذا لو تمّ اطلاق هذه الصواريخ على مكان احتفال عيد الجيش؟!ما يلفت النظر هو أن الأحداث الأمنيّة في لبنان أصبحت سياقاً ولم تعد مجرّد حوادث متفرّقة. صحيح أنها تجري بفواصل ومنية متباعدة نوعاً ما، ولكنها تحفل بنمط موحد: انفجارات كما حدث في بئر العبد في 9 تموز/يوليو المنصرم،  وكمائن بعبوات متفجّرة كما حصل على طريق شتورا-دمشق منتصف تموز/يوليو المنصرم ضدّ سيارات لحزب الله، وصواريخ تسقط فجأة على مراكز سياديّة أو أحياء شعبيّة. وثمّة خشية من أن تتصاعد وتيرة هذا السياق الأمني في المقبل من الأيام، ما يعني أن لبنان ينزلق باتجاه أن يصبح جزءاً من ساحات الحرب الأمنيّة المحتدمة في دول قريبة منه، كسوريا والعراق. 

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.