يعيش العراقيّون حالة يمكن أن يُطلق عليها "الانسداد المطلق". فبعد عشر سنوات على بدء عمليّة سياسيّة احتكموا في خلالها ستّ مرّات إلى صناديق الاقتراع، يجد العراقيّون أنفسهم في دائرة مغلقة لا يقوون على الخروج منها بسبب ما أصاب نظامهم السياسي من فشل صاحبه انهيار في ملفات الأمن والخدمات. ولعلّ الانهيار الأخطر هو الذي طال ملف مصالحة مكوّنات هذا النظام، ما ازداد الهوّة في ما بين هذه المكوّنات. وهو أمر لم يعرفه هذا البلد الذي اشتهر بتعايش جماعاته إلا بعد غزو العراق من قبل القوّات الأميركيّة في نيسان/أبريل 2003.
وكان الأميركيّون قد لعبوا دور الوسيط المحايد حتى كانون الأوّل/ديسمبر 2011 تاريخ انسحابهم من العراق. لكن الانقسامات السياسيّة برزت بشدّة بعد انتخابات 2010 التي انتهت بالتجديد لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بعد مفاوضات ماراثونيّة شاقة استمرّت عشرة أشهر.